بقلم: ناصر العنزي
لم يترك الأردنيون شيئا للكوريين، هزموهم وفضحوهم في آسيا كلها، لعبوا معهم لعبة «القط والفأر» في الشوط الأول ثم عاجلوهم بطلقتين مميتتين في الشوط الثاني وأخرجوهم من البطولة بعدما ظنوا أن الطريق إلى النهائي ممهد بالورود، ورددت جماهير الأردن الغفيرة في ملعب أحمد بن علي والمعممة بالشماغ العربي الأحمر «يلا صبوها القهوة وزيدوها هيل».
كانت ليلة أردنية عربية خالصة أبدع فيها نجوم منتخب الأردن «النشامى»، ويستحق اللاعبون ذكرهم واحدا واحدا يزيد أبوليلى، عبدالله نصيب، يزن العرب، محمد أبو حشيش، إحسان حداد، براء مرعي، نور الروابدة، محمود المرضي، نزار الرشدان، موسى التعمري، ويزن النعيمات، احفظوا أسماءهم جيدا فإن حققوا اللقب فلا تستغربوا فقد حضرت تلك الأسماء بقوة في سماء الدوحة واختفت أسماء مثل سون وكيم ولي وجونغ وبارك وجو وهوانغ، ومن لم يشاهد هدف موسى التعمري لاعب مونبيليه الفرنسي فليحرص على مشاهدته ويصفق ويبتسم.
٭ المدرب المغربي الحسين عموتة قائد الانتصار الثمين لم يرتكب خطأ من قبله أمام كوريا، وقال للألماني يورغن كلينسمان «أنا راح أجيك مش انت اللي تجيني»، ومارس على خصمه ضغطا متواصلا في ملعبه طوال 90 دقيقة، كما أغلق عليه كل المنافذ الجانبية التي تؤدي إلى مرماه، وساعده في ذلك وجود تشكيلة «صلبة» من لاعبيه، والحقيقة أن لاعبي الأردن جميعهم يجيدون التمرير من لمسة واحدة، مما وفر عليهم وقتا للوصول إلى مرمى الخصم وتهديده وبرز بشكل لافت الثنائي موسى التعمري ويزن النعيمات، وقال عموتة بعد المباراة: سر فوزنا هو عدم المبالغة في احترام الخصم بعدما كانت الترشيحات تصب بمصلحة الكوريين.
٭ الصحافة الكورية كتبت قبل يوم المباراة «دموع أردنية وابتسامة كورية»، لكن يبدو أن كأس آسيا أصبحت عصية عليهم بعد آخر لقب في النسخة الثانية عام 1960، وقال المدرب يورغن كلينسمان إن الأردن استحقت الفوز، وظهر لاعبوه الأفضل داخل الملعب وجميع المواجهات الفردية كانت لمصلحتهم، وبرأينا ان الإجهاد أخذ من لاعبي كوريا كثيرا بعدما خاضوا شوطين إضافيين في المباراتين الماضيتين على المستويين البدني والذهني.