القاهرة - ناهد إمام
كشف الدكتور محمد معيط وزير المالية، عن تحقيق الموازنة العامة للدولة 173 مليار جنيه فائضا أوليا خلال السبعة شهور الأولى من العام المالي 2024/2023 مقارنة بـ 33 مليار جنيه في نفس الفترة من العام المالي الماضي، وتراجع معدل الدين للناتج المحلي وبلغ عجز الموازنة 5.8% نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة.
وقال معيط إن المالية العامة للدولة متماسكة، على نحو انعكس في أداء متوازن ومطمئن للموازنة خلال السبعة أشهر الماضية، أخذا في الاعتبار التداعيات السلبية للتحديات الاقتصادية الاستثنائية العالمية، التي تتزايد تعقيداتها مع التوترات الجيوسياسية الدولية بأوروبا والإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط مع اندلاع الحرب في غزة، وتلقي بانعكاساتها على أداء الاقتصاد المصري، بتراجع الأنشطة الإيرادية، مع تضاعف أعباء المصروفات العامة للوفاء بالالتزامات الحتمية والاحتياجات الأساسية للمواطنين، نتيجة لارتفاع أسعار السلع والخدمات، تأثرا بموجة تضخمية غير مسبوقة تجتاح العالم كله.
وأضاف وزير المالية، في المؤتمر السنوي الضريبي لإحدى كبرى الشركات، أن هناك مؤشرات تعكس تحسن نظرة المستثمرين بالأسواق الدولية للاقتصاد المصري، حيث شهد العائد المطلوب على السندات المصرية بالأسواق الدولية انخفاضا بنسبة 50%، وتراجع تكلفة التأمين على هذه السندات أيضا، لافتا إلى أن المالية العامة للدولة ستشهد إصلاحا هيكليا لإقرار ما يسمى بـ «موازنة الحكومة العامة» بحيث تتضمن إجمالي إيرادات ومصروفات الموازنة العامة للدولة، وموازنات الهيئات الاقتصادية التي تبلغ 59 جهة ومع إجراء هذا التعديل التشريعي في قانون المالية العامة الموحد لن تتجاوز الإيرادات الضريبية 35% من إيرادات الحكومة العامة المقدرة بخمسة تريليونات جنيه.
وأشار الوزير إلى أنه لا أعباء جديدة في استراتيجية السياسة الضريبية لمصر «2030/2024» حيث إنه لا زيادة في أسعار الضرائب وأن الشرائح مستقرة، أننا لن نتحرك خطوة واحدة نحو إقرار هذه الوثيقة قبل إجراء حوار مجتمعي، مشددا على أنه لا مساس بضريبة الأرباح التجارية والصناعية «عاوزين المصانع تشتغل وتنتج وتوفر فرص عمل»، ولا مساس أيضا بسعر الضريبة على الدخل.
وأوضح الوزير أنه سيتم رفع حد الإعفاء الضريبي بنسبة 33% لتخفيف الأعباء عن جميع العاملين بالدولة بمن فيهم القطاع الخاص في الأول من مارس المقبل، وبذلك يكون قد ارتفع حد الإعفاء الضريبي بنسبة 73% اعتبارا من يوليو 2023 حتى مارس 2024.
وقال الوزير إن الأداء الضريبي يتطور عبر استهداف التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة في سرعة إنهاء عمليات الفحص بشكل سنوي دوريا وضمان دقتها مع الحد من التدخل البشري لتحقيق العدالة الضريبية، وقد نجحنا في تطبيق الفاتورة الإلكترونية وأصبح لدينا الآن مليار فاتورة في قواعد البيانات وذلك بالتزامن مع الإيصال الإلكتروني ومن قبلهما منظومة الإقرارات الإلكترونية على نحو يسهم بشكل أكبر في تعزيز حوكمة المجتمع الضريبي وانعكس ذلك بالفعل في دمج جزء من الاقتصاد غير الرسمي لترتفع الإيرادات الضريبية بنسبة تتراوح بين 42% و44%.
وأكد أننا نعمل على توفير آلية مستدامة لإنهاء المنازعات الضريبية بعيدا عن المحاكم، موضحا أنه سيتم في يونيه المقبل الانتهاء من المنازعات الضريبية بنظام الضريبة القطعية المبسطة كما هو معمول به في قانون المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، في ملفات أي منشآت أو شركات لا يتجاوز حجم أعمالها 10 ملايين جنيه.