بيروت ـ خلدون قواص
أكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أن من دون رئيس للجمهورية لا تستقيم الحياة السياسية، وتتعرض الحياة الوطنية إلى المزيد من مخاطر التصدع والانهيار، مبديا قلقه من استمرار تعسر وتعثر انتخاب رئيس للجمهورية.
ودعا، بعد اجتماعه برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، إلى احترام الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، الذي هو رمز السلطات، ورمز وحدتها، بما يحقق الاستقرار السياسي، واكتمال المؤسسات الدستورية التي من دونها يستمر التخبط العشوائي في دوامة الصراعات حول دستورية أو لا دستورية القرارات والقوانين الضرورية لإدارة مؤسسات الدولة، وتحقيق المصالح العامة.
ورحب باهتمام الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما تلك الممثلة في اللجنة الخماسية، لمساعدة لبنان على الخروج من دوامة الدوران في الفراغ الرئاسي، أملا في أن تثمر حلا قريبا للخروج من النفق المظلم الذي وضع فيه لبنان، وأكد مسؤولية المجلس النيابي الدستورية في انتخاب الرئيس العتيد، ليكون انتخابه تعبيرا عن الإرادة الوطنية، وعن مصلحة اللبنانيين العليا، داعيا الكتل والقوى السياسية أن تتعاون، وأن تعزز عوامل الثقة فيما بينها، لأن الوطن لا يبنى إلا بوحدة قواه السياسية، ودعم أشقائه العرب.
وتوقف المجلس أمام استمرار الحرب الصهيونية التدميرية على قطاع غزة، ودعا المجتمع العربي والإسلامي والدولي للعمل على وقف هذا العدوان، الذي يستهدف إلى جانب غزة، مدن الضفة الغربية وقراها وجنوب لبنان أيضا.
وناشد المؤسسات الإنسانية الدولية، وخصوصا «أونروا»، مواصلة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من مدنهم وقراهم، وحرموا من ممتلكاتهم، وأبعدوا عن وطنهم. فالمسؤولية الدولية عن هذه الكارثة الإنسانية، مسؤولية مستمرة مع استمرار الاحتلال الصهيوني التوسعي والتهجيري للشعب الفلسطيني الشقيق.
وحذر المجلس من أن توقيف الخدمات الإنسانية التي تقدمها منظمة «أونروا»، مع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة والضقة الغربية، يشكل من حيث التوقيت والمضمون، فكي كماشة تستهدف الإنسان الفلسطيني المظلوم، وقضيته الوطنية العادلة.
وكان المجلس استهل اجتماعه بقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في ذكرى جريمة اغتياله في 14 الجاري، وأبدى تمنياته بأن تستأنف مسيرته في إعادة البناء والإصلاح السياسي والاجتماعي والإنمائي، التي يحتاج إليها لبنان اليوم، ليستعيد موقعه ودوره كدولة رسالة للعيش المشترك.