يتجه أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان للحصول على أغلبية المقاعد بعد الانتخابات التشريعية. وبينما قد يتم استبعادهم من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي، دعا قائد الجيش البلاد إلى «الانفصال عن سياسة الفوضى».
ونقل بيان نشر أمس عن قائد الجيش سيد عاصم منير قوله «بما أن شعب باكستان وضع ثقته في الدستور الباكستاني، فيتعين الآن على جميع الأحزاب السياسية أن تفعل الشيء نفسه من خلال إظهار النضج السياسي والوحدة».
وأضاف «الوطن بحاجة إلى أياد آمنة للخروج من سياسة الفوضى والاستقطاب».
وعلى الرغم من تعرض حركة الإنصاف الباكستانية، بزعامة عمران خان المسجون حاليا، لقمع شديد إلا أن أداء المرشحين المستقلين الذين دعمتهم فاق التوقعات.
وحصل هؤلاء المرشحون الذين قدموا أنفسهم كمستقلين بعدما منعت الحركة من خوض الانتخابات، على 100 مقعد على الأقل (من بينها 89 مقعدا لموالين لخان)، وفقا لتعداد الأصوات الصادر أمس.
وبذلك، يتقدم المدعومون من حزب خان على حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف الذي فاز بـ 71 مقعدا. وحل حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري في المركز الثالث، محققا أداء أفضل من المتوقع بحصوله على 54 مقعدا.
ونشر حزب رئيس الوزراء السابق أمس مقطع فيديو تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ظهر فيه وهو يعلن النصر.
ويظهر هذا الفيديو خان وهو يقول «أهنئكم جميعا على الفوز في انتخابات 2024»، مشيرا إلى أنه «وفقا لمصادر مستقلة، فزنا بـ 150 مقعدا في الجمعية الوطنية قبل أن يبدأ التلاعب (بالانتخابات)»، فيما كان لا يزال هناك 13 مقعدا من أصل 266 مقعدا لم تحسم نتيجتها. وفي حال فشلت الكتل الثلاث في الحصول على غالبية مطلقة، ينبغي على الفائز أن ينسج تحالفات، ما يعني أن كل الخيارات تبقى مفتوحة بالنسبة إلى تشكيل هذا الائتلاف. ولاتزال الرابطة الإسلامية الباكستانية في الموقع الأفضل للقيام بذلك.
وقال نواز شريف (74 عاما)، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، من مقر حزبه في لاهور، «ندعو الأحزاب الأخرى والمرشحين الفائزين للعمل معنا».
وحصل شريف على دعم الجيش عند عودته إلى باكستان في أكتوبر، بعد أربع سنوات في المنفى في لندن.
من جهتها، فازت الأحزاب الصغيرة بـ 27 مقعدا، من بينها 17 مقعدا للحركة القومية المتحدة. وإذا انضم نواب هذه الأحزاب إلى المستقلين، فمن الممكن أن يحصلوا على حصة من المقاعد السبعين المخصصة للنساء والأقليات الدينية، والتي تم تخصيصها بشكل تناسبي على أساس نتائج سابقة.
وفاز المرشحون المؤيدون لحركة «الإنصاف» بشكل رئيسي بمقاعد في معقلهم في إقليم بختونخوا، حيث قتل اثنان من أنصارهم وأصيب 24 آخرون في أعمال شغب مساء أمس الاول، في أول أعمال عنف تم الإبلاغ عنها بعد الانتخابات.
وقتل 16 شخصا الخميس خلال 61 هجوما مسجلا، وفقا لوزارة الداخلية. وفي اليوم السابق، قتل 28 شخصا في تفجيرين. وأسست حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني عائلتان سياسيتان تعتبران خصمين تقليديين، وتقاسم الحزبان السلطة مع الجيش على مدى عقود، وعملا معا كما شكلا حكومة ائتلافية بقيادة شهباز شريف، شقيق نواز، بعد الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء بموجب مذكرة بحجب الثقة في أبريل 2022. غير أن حزب الشعب الباكستاني نأى بنفسه عن حزب نواز شريف، منافسه التاريخي، خلال الحملة الانتخابية.
ويأتي ذلك فيما تحدثت مفوضية الانتخابات عن «مشاكل في الإنترنت» لتبرير بطء العملية، وازدادت الشكوك في صدقية الانتخابات بسبب قطع السلطات الاتصالات وخدمة الإنترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع.
كذلك، تخللت الحملة اتهامات بـ«التزوير قبل الانتخابات»، بموازاة تهميش عمران خان (71 عاما) الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والمحكوم عليه بثلاث عقوبات بالسجن.
في السياق، أعربت واشنطن ولندن عن «مخاوفهما» بشأن سير الانتخابات.