دعاء خطاب
DOUA_KHATTAB
أثار مقترح تقدم به رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة منذ أيام بشأن مشروع قانون يقضي بإلزام المصريين بالخارج تحويل نسبة من رواتبهم إلى البنوك على أن ترد إلى أسرهم بالجنيه المصري جدلا واسعا.
ومع توالي المقترحات الهادفة للاستفادة من وجود نحو 14 مليون مصري يعملون بالخارج وتوظيف عوائدهم الدولارية، أجرت «الأنباء» تحقيقا حول المقترح، وتواصلت مع عدد من أبناء الجالية المصرية المقيمين بالكويت لمعرفة آرائهم في ظل احتدام المشكلات التي تفرض الحاجة لتوفير العملات الصعبة، والى التفاصيل في السطور التالية:
في البداية، قال علاء سليم الأمين العام للاتحاد العام للمصريين في الخارج ونائب رئيس مجلس الجالية المصرية السابق في الكويت، ان الالتزام بتحويل أبناء الوطن في الخارج لجزء معلوم أو غير معلوم من رواتبهم أمر غير دستوري وسابقة ليست طيبة وقد تسيء إلى الغرف التشريعية في مصر، فإذا كانت الدولة المصرية تعاني من بعض الصعوبات الخاصة بالنقد الأجنبي وسعر الصرف إلا أن المقترح المعروض تشوبه كثير من الشوائب لأن المشكلة لا تكمن في التحويل إنما في السعر الرسمي للصرف وهو الأقل من السوق الموازي.
وأضاف: كان يجب على رئيس حزب الوفد تبني حملة توعوية بقصد توجيه الرأي العام إلى أهمية التعامل مع القطاع المصرفي وعدم العبث بأموال المصريين وتحويلها للخارج من خلال استغلال البطاقات الائتمانية وغيرها بدلا من الصدام مع أبناء الخارج والحديث عن إلزامهم بتحويل 20% من رواتبهم، وحتى لو كان الاقتراح منطقيا فتنفيذه من الأمور الصعبة.
دعم غير مباشر
في السياق ذاته، علق الطبيب المصري المقيم بالكويت د.أحمد شوقي متسائلا: «لماذا يريد رئيس حزب الوفد إحداث فرق بين الحامل للجنسية المصرية على أساس محل العمل والإقامة؟»، وزاد شوقي قائلا: «أليس المصريون العاملون بالخارج مصريين أيضا حالهم حال المقيمين في الداخل وأبسط حقوقهم أن يجدوا من يقف معهم لا عليهم».
وأضاف: «العاملون في الخارج يقومون بواجبهم بشكل مباشر تجاه الوطن من خلال التحويلات التي يدعمون بها أسرهم، وبشكل غير مباشر بأنهم يلقون من على عاتق الدولة تحمل مسؤوليتها تجاه عشرات الملايين من تعليم وصحة واستهلاك مرافق عامة وإعطاء الفرصة لتوظيف المواطنين في القطاع الحكومي أو الخاص وبالتالي يساهمون في خفض نسبة البطالة».
حلول مبتكرة
من ناحية أخرى، قال عصام سالم اختصاصي تخطيط طبي بالكويت: «لا شك أن حب الأوطان فطرة جبلنا عليها ولا تختبر بفرض القوة ولا المقترحات المتخبطة غير المدروسة، وأنا كمقيم مصري في الكويت أدعم بلدي ورأيت في المبادرات التي قدمتها وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج وهدفت لتشجيع العاملين بالخارج على إيداع أموالهم بالعملة الصعبة في البنوك المحلية، مثل استيراد السيارات ومبادرة تسوية المواقف التجنيدية، حلولا عملية، لكن ما اقترحه يمامة لم يكن موفقا وقرأت ما تردد بشأن عدم دستوريته، كما أنه لاقى اعتراضات من قبل أعضاء في البرلمان ومن بينهم أعضاء في الحزب نفسه».
القوة الناعمة
من جانب آخر، علقت الفنانة المصرية المقيمة بالكويت رانيا شهاب قائلة: «مثل هذه الحلول مؤقتة لحل أزمة الاقتصاد ولا تنطوي على إستراتيجية بشأن علاقتها مع العاملين بالخارج، وتبقى المشكلة في التفاؤل المفرط بشأن نتائجها، وزادت شهاب: «أحترم ما قام به الفنان المصري أحمد سعد دعما للاقتصاد المصري وفي مبادرة تنم عن وعي قوة مصر الناعمة بالتحديات التي تواجه مصر، حيث أعلن الفنان أحمد سعد عن التبرع بمبلغ 50 ألف دولار، وزادت: «ما قام به نابع من حس وطني وقدمه بدون فرض أو إجبار بما يتناسب مع إمكاناته وظروفه، لكن هل بالضرورة ان يكون كل أبناء مصر العاملين بالخارج في أوضاع معيشية ميسرة وتسمح لهم بتحويل نسبة من دخلهم الشهري او حتى تقديم الدعم للدولة، والسؤال هنا: لماذا لم تتوافر دراسات لتنفيذ مشروع استراتيجي يحقق تدفقا دائما في العملة الأجنبية؟
«الهجرة» المصرية: التحويلات ملك المصريين بالخارج
في إطار ما تردد عن سن تشريع يتضمن تحويل المصريين العاملين بالخارج 20% من دخلهم الشهري بالعملة الأجنبية إلى البنوك المصرية للمساهمة في دعم الاقتصاد المصري، صرحت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بأن الدولة المصرية لا تتدخل إطلاقا في تحويلات المصريين بالداخل أو الخارج. وأكدت أن «التحويلات ملك المصريين بالخارج»، كما أوضحت أن وزارة الهجرة تحفز المصريين في الخارج على الارتباط بمصر بشتى الطرق، وحقوق المواطن المصري في الخارج محفوظة تماما.
حازم عمر: مقترحات طاردة تقوم على استغلال المصريين واستقطاع أرزاقهم
علق رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر على المقترح الذي قدمه عبد السند يمامة قائلا: «معظم المصريين العاملين بالخارج تركوا ديارهم وأحباءهم وذاقوا مرارة الغربة بحثا عن لقمة العيش والسعي نحو الوفاء بالتزاماتهم تجاه أسرهم»، وأضاف: «أتمنى من الزملاء الأفاضل من النخب السياسية أن يوجهوا بوصلتهم وأفكارهم نحو إصلاح الاقتصاد بشكل هيكلي وشامل لخلق بيئة حاضنة وجاذبة للادخار والاستثمار لهؤلاء المغتربين بدلا من اللجوء إلى مقترحات طاردة وغير مقبولة تقوم على استغلالهم واستقطاع أرزاقهم».
هندي: كنز غير مستغل
بدوره، النائب عمرو هندي أكد ان المصريين بالخارج كنز غير مستغل، معتبرا ان الاقتراح غير مدروس وينم عن عدم معرفة حقيقة بشؤون المصريين المقيمين في الخارج.
وتابع هندي خلال حديثه لـ «الأنباء»: «المصريون بالخارج لم يتركوا بلدهم ولم يتحملوا فراق الأهل والأحباب طواعية، وسعيهم للرزق وتحسين معيشتهم ومستقبل أبنائهم كان سبب احتمالهم الغربة، وليس من المنطقي أن أبحث عن حل للأزمة من خلال استقطاع أرزاقهم»، وواصل: «عدد المصريين المغتربين يبلغ نحو 14 مليون مصري، هل من المنطقي أن يكونوا جميعهم من ذوي الدخل المرتفع؟ وهل من الضروري أن نجبرهم على تحويل 20% من دخلهم؟ وهذا إن كان فائضا عن حاجتهم من الأساس».