تحتاج الحكومات في مختلف الدول إلى نوع من الثقة والدعم الشعبوي حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة منها، والممثلة في إيجاد الحلول للأزمات والمشكلات الموجودة، وطرح أفكار تنموية جديدة والعمل على تحويلها إلى واقع ملموس، وفي الكويت جاءت حكومة الشيخ د. محمد الصباح مكلفة بتحقيق خطوات إصلاحية، وحاملة لمسؤولية التعامل مع العديد من التحديات والمشكلات، وأصبحت ملزمة أمام الشعب بحلها.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن حكومة سمو الشيخ د.محمد الصباح جاءت في وقت شديد الصعوبة من حيث الأحداث الخارجية المؤثرة على العالم بأسره، وكذلك وجود العديد من المطالب الشعبية والأزمات الداخلية الممثلة في مشكلات في شتى القطاعات والتي تحتاج إلى دراسة وافية، ويحتاج البعض منها إلى ضرورة تدخل عاجل وسريع حتى لا تتفاقم تلك المشكلات.
ولمن يتابع جيدا الأداء الحكومي فسيجد أن هناك مستوى عاليا من التفاعل مع الكثير من الأمور، وان الحكومة الجديدة لديها نوايا صادقة نحو العمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والعمل على إحداث نقلة وطفرة في شتى الملفات، والحقيقة أن الحكومة قد برهنت منذ قدومها على أنها ماضية في طريقها نحو الإصلاح، وانها حكومة تدرك ما الذي يجب عليها فعله ولا تعطي مجالا إلى «ضربات الحظ» وأنها تسير وفقا لدراسة واستراتيجية معينة تؤهلها لتحقيق أهدافها.
تقييمي الحالي للحكومة يأتي من مدى معرفتي لتاريخ رئيس الحكومة صاحب التاريخ المشرف في شتى المناصب التي تولاها مسبقا، وقدرته على اتخاذ القرارات المناسبة لمختلف الأمور والأحداث، ولهذا فإنني أثق تماما في أن الحكومة الحالية قادرة على تحقيق التغيير الذي لطالما حلم به المواطن، ولكن حتى يتحقق كل هذا لا بد من توافر عنصرين، أولهما ممثل في ثقة شعبية تنعكس في أن قرارات الحكومة ستقابل بالترحاب لإدراكنا أنها ستعود بالنفع على الوطن، أما العنصر الثاني فهو ضرورة التصدي لهؤلاء ممن يسعون إلى وضع العراقيل في طريق الحكومة في محاولة منهم إلى تعثر الخطوات نحو الإصلاح.
ولأن جميعنا يدرك أن المرحلة المقبلة ينطبق عليها مقولة «أكون أو لا أكون» فإما أن نسعى للإصلاح بشكل جدي، وإما سنظل عالقين في دائرة لا تنتهي من المشاحنات والمعارك السياسية والتي لن تعود علينا إلا بخسائر جديدة بالوقت، وتقابلها زيادة لمعاناة المواطنين نتيجة تراكم الأزمات عليهم.
إلى سمو رئيس الوزراء، أدرك تماما حجم قوتك وحكمتك في التعامل مع شتى الأمور، وأدرك أن رجاحة عقلك ستوصلنا جميعا إلى بر الأمان، فسر حاملا معك الاستعانة بالله، ثم القيادة السياسية وثقتنا كشعب بك وبجميع أعضاء حكومتك.
[email protected]