كغيرنا من البشر نمرّ باختبارات الحياة المختلفة والمتضادة، فمرات تكون الحياة صافية وجميلة، ومرات بها شيء من التعكير والتكدير، فلا دوام لحالة واحدة أبدا، ونحن نتأرجح بين تناقضات الايام والليالي، وبين المسرات والأشجان، والافراح والاحزان.
وعلى المؤمن العاقل والفطن والحكيم أن يكون «بالله مستعينا» في مواجهة كل حدث، وأن يكون لديه عقل مدرك أن الحياة بها «صعود ونزول» و«شدة ورخاء»، وأن يواجه كل هذا برضا تام، وهو قوي، وبقلب مطمئن بالله سبحانه، فالله لا يكتب إلا الخير، والحياة ما هي سوى اختبار عابر، والآخرة خير وأبقى، وستكون الحياة جميلة -بإذن الله- إن اعتصمنا بالله.
قبل أيام ذقت من اختبارات الحياة القاسية، حيث تعرضت «والدتي الغالية حفظها الله» لوعكة صحية داهمة، وانتهى بها الأمر إلى اجراء عملية «استئصال»، ومرت -بفضل الله ـ العملية بسلام، وهي ترقد الآن في مستشفى «مكي الجمعة» وستتلقى بعض العلاجات المقررة لها، وأسال الله أن يحفظها سالمة غانمة وبصحة وعافية فهي «أمي وأبي»، وهي أغلى شيء عندي، وبوجهها أرى بواعث البركة وبواعث النور.
فهذا الاختبار جعلني أقول لنفسي إن الحياة «لا تصفو دائما» ولابد من «لدقاتها»،، ومع هذا كله، وبفضل الله وجدنا والدتنا الغالية ذات توكل كبير، وتنصحنا بـ«الاستعانة بالله» في كل حال، وكانت نعمة النصيحة نصيحتها، فالله هو خير ملاذ وخير عون ونصير، ومنه ـ سبحانه ـ يجد الانسان الامان التام، والخلاص من كل أذى، والحمد لله دائما، وهي بخير والحمد لله.
وصدق الشاعر حين قال:
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
إذن، الحياة عبارة عن اختبارات تحتاج منا للتأهب والجهازية الكاملة حتى نتعامل معها وفق «مرضات الله سبحانه، وعلينا أن نؤمن بأن بعد التعكير يأتي «الصفو»، وبعد العسر يأتي «اليسر» وصدق الله العظيم حيث قال:
(فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).
***
٭ باقة شكر: شكرا لكل من سأل أو اتصل أو دعا لوالدتي الغالية، في جميع وسائل التواصل، فجزاكم الله خير الجزاء وقد كانت كلماتكم ذات أثر كبير في النفس، حفظكم الله من كل سوء، وحفظ من تحبون.
****
شكراً د. خالد هلال الخالدي: أمرتني والدتي، حفظها الله، بأن أقدم الشكر لرئيس قسم جراحة الاورام في مستشفى مكي الجمعة الدكتور الفاضل خالد هلال الخالدي، الذي أجرى العملية لها، وهو نعم الدكتور ويستحق الشكر والتقدير والثناء، وهو نموذج وطني مميز، ويتمتع بأخلاق كريمة عالية، نسأل له مزيدا من التوفيق والنجاح، ونشكر كذلك الطاقم الطبي فردا فردا، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
٭ بالختام: كانت لي هذه الابيات:
أسالك يا الله.. يا البر الرحيم
الستر والعون وأسباب النجاة
وانشراح البال والخير العميم
والنجاح بكل لحظات الحياة
اهدني يارب للدرب القويم
وعينني يارب.. وارزقني الثبات
واحمني من كل جحاد وظليم
وقوني لا صار بي ضعف وشتات
واحفظ اللي قدرها عندي عظيم
وديمها لي يا جزيل الاعطيات
أمي وجه الخير والقلب السليم
كن لها عون بوقت المعضلات
هي ضوى عمري في وقت العتيم
وهي حياة الروح وانوار الحياة
hanialnbhan@