افتتح الأمين العام للمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية أ.د.مرزوق الغنيم الموسم الثقافي لهذا العام 2024م بندوته الثقافية: اللغة العربية (تاريخها - الترجمة إليها - سبل النهوض بها)، حيث ألقى كلمة افتتاحية للندوة رحب فيها بالأساتذة الأجلاء الفضلاء من أهل العلم والفضل والاختصاص، مدير الندوة والمحاضرين، وأضاف أن المركز بمجلس أمنائه وكوادره الطبية والفنية واللغوية يعتز أيما اعتزاز بدوره ومسؤولياته وأهدافه التي تتمحور حول المساهمة في إبراز الوجه الحضاري والثقافي العريق للغة العربية التي هي من مقومات وحدة أمتنا وهويتها، والمركز يؤمن إيمانا راسخا بعراقتها وثرائها، وقدراتها الواسعة على استيعاب مستجدات العصر ومخترعاته وعلومه، لاسيما العلوم الطبية والصحية، ولذا جاء اقتراحه لهذه الندوة.
وذكّر أ.د.مرزوق الغنيم في كلمته بإنجازات المركز وإصداراته التي بلغت 532 إصدارا في المناهج الطبية العربية المترجمة والمؤلفة، والأطالس الطبية المتخصصة، والمعجم المفسر للطب والعلوم الصحية، والثقافة الصحية العامة، والثقافة الصحية المستحدثة للأطفال، ومجلة «تعريب الطب» التي تواكب الأحداث الصحية، ونشرة شهرية بواقع 12 نشرة سنويا.
وأعرب الأمين العام عن اعتزازه بفوز المركز بجائزة محمد بن راشد للغة العربية - أفضل مشروع تعريب وترجمة عن «المعجم المفسر للطب والعلوم الصحية»، وهو ما يؤكد نجاحات المركز في تحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها.
أدار هذه الندوة وزير التربية ووزير التعليم العالي الأسبق د.سعود الحربي بمقدمة عن اللغة العربية وخصائصهـــا، وقد حاضر فيها كل من: د.عبدالحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية بالقاهرة بمحاضرة عنوانها: «اللغة العربية العلمية.. تاريخ عريق ومساهمات حضارية مشهودة»، وأ.د.طارق فخر الدين أستاذ اللغة الانجليزية وخبير الترجمة بمحاضرة عنوانها: «الترجمة إلى اللغة العربية العلمية.. الواقع والتحديات».
هذا، وقد استحوذ عنوان الندوة ومحاضراتها ومحاورها المختلفة منذ الإعلان عنها على اهتمام اللغويين والأطباء والمترجمين والمهتمين بتعريب الطب ونشر الثقافة الصحية العامة، فجاء الحضور كثيفا، والتفاعل كبيرا من الحاضرين الذين كانت لهم مداخلات واستفسارات وأسئلة مهمة وتعقيبات واعية بأهداف الندوة.
وقد رد د.عبدالحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية على العديد من الأسئلة والاستفسارات وتعقيبات الحاضرين، وجاءت ردوده بلغة عربية جميلة ازدانت على لسانه عفوية تلقائية مبينة، وقد ساق من الأدلة التاريخية والعقلية المنطقية ما يدل على أصالة اللغة العربية العلمية وقدمها وسبقها لكثير من لغات العالم في تراثها وسعة جذورها وكثرتها، وتنوع ألفاظها وثراء تراكيبها التي تستوعب أي جديد في علوم العصر ومخترعاته ومستحدثاته ومصطلحاته العلمية، وهي لا تحتاج إلا الاهتمام بها من أهلها وتعميم استخدامها في كل مراحل التعليم العام والخاص والجامعي، كما تطبق ذلك كل الدول المتقدمة في تعميم لغاتها القومية في كل مراحل التعليم ونشاطاتها.