محمود عيسى
قالت مجلة ميد إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر من بين دول العالم التي تعاني من ندرة المياه، إلا أنها في الوقت ذاته تعتبر أكبر سوق لمشاريع المياه على المستوى العالمي، حيث تستحوذ على نحو 40% من مشاريع إمدادات المياه والصرف الصحي ومعالجتها عالميا، وذلك استنادا الى المعلومات والبيانات الصادرة عن شركة «غلوبل داتا» للأبحاث.
وكانت الشركة قد ذكرت في تقريرها الأخير انها تتابع مشاريع إنشاءات المياه والصرف الصحي في المنطقة والتي تقدر بنحو 390.6 مليار دولار، والتي تشمل المشاريع بجميع المراحل بدءا من الأولى المتعلقة بالتخطيط المسبق والإعلان والدراسة وحتى مراحل التنفيذ. وقال التقرير إن هذه المنطقة تستحوذ على الحصة الكبرى من قيمة مشروعات المياه العالمية وبنسبة 39.5% من قيمتها الإجمالية في مختلف المراحل، ما يعكس اعتماد المنطقة المتزايد على تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي لتوفير مياه الشرب.
وفي سياق هذه المساعي، تركز حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الاستثمار المكثف في مشروعات البنية التحتية للمياه لدعم الأمن المائي والنمو الاقتصادي على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، أعلنت السعودية في سبتمبر 2023 عزمها إنشاء منظمة عالمية للمياه لتعزيز الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات المتعلقة بمشكلة المياه.
ومن شأن المنظمة، التي ستتخذ من الرياض مقرا لها إتاحة الفرص أمام تبادل الخبرات وتطوير التكنولوجيا، وتعزيز الابتكار، وتبادل تجارب الأبحاث والتطوير. كما ستشجع على إنشاء وتمويل المشاريع ذات الأولوية العالية، وبالتالي ضمان استدامة الموارد المائية وإمكانية الوصول إليها.
وعلى صعيد متصل، قال التقرير انه بالنسبة لبقية العالم فمن المتوقع أن يستمر الضعف الاقتصادي في عام 2024 في التأثير وإضعاف ثقة المستثمرين وقدرة الحكومات، خاصة في الأسواق النامية المثقلة بالديون، على تمويل مشاريع البنية التحتية للمياه على نطاق واسع.
وذكرت تقرير صادر عن الأمم المتحدة في أكتوبر 2023 ان مشكلة ندرة المياه تحولت بسرعة إلى مصدر قلق عالمي يتزايد أهمية يوما بعد يوم، حيث يعيش 2.4 مليار شخص في دول تعاني من شح المياه.
وتشير تقديرات المنظمة الأممية أيضا إلى أن قدرة الفرد في العالم للوصول إلى موارد المياه العذبة قد انخفضت بنسبة 20% على مدى العقدين الماضيين، مع تدهور توافر المياه وجودتها بسرعة بسبب الإفراط في استخراج المياه الجوفية، والتلوث، وتغير المناخ.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الظواهر الجوية المتطرفة المتزايدة والمتكررة، مثل الجفاف والفيضانات، تشكل ضغوطا على الأنظمة البيئية العالمية، مما يسبب عواقب مدمرة على الأمن الغذائي العالمي.