بيروت ـ ناجي شربل
حدد رئيس مشروع «وطن الانسان» النائب نعمة افرام في حديث لـ«الأنباء»، أربعة خيارات تنتج رئيسا للجمهورية في لبنان،
الخيار الأول رئيس من محور الممانعة، حيث تميل الكفة هناك إلى رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية.
الخيار الثاني من المحور الآخر، حيث يتصدر المشهد قائد الجيش العماد جوزاف عون. وللأمانة، فإن تسمية المرشحين للخيارين الأولين جاءت من كاتب هذه السطور، وقد هز الرجل رأسه موافقا على أمر ليس سرا في لبنان.
أما الخيار الثالث، فيراه «وفق معادلة تصح للتطبيق في لبنان، حيث لا يأخذ الغالب كل شيء، ولا يفقد الخاسر كل شيء. رئيس يؤمن مساحات مشتركة تقوم على إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية الأم لتقدم خدمات إلى المواطن اللبناني، وتعيد بناء الثقة بالبلد من الداخل والخارج».
وقال باللهجة اللبنانية البيضاء: «ساعتا واحد متل حكايتي يكون له دور. وعندها أترك عائلتي وشغلي لأعطي كل شيء لوطني، الذي حلمت ان أحيا وأموت في سبيله».
وذهب المهندس والصناعي الذي يدير بنجاح مؤسسات عائلية حققت انتشارا واسعا في أسواق إقليمية ودولية إلى تسمية العديد من أصحاب الكفاءات، معتبرا ان المواصفات ليست مفصلة على مقاسه دون سواه، مبديا وبكل طيبة خاطر استعداده للعمل مع أي رئيس «للوصول إلى دولة منتجة، يعيش فيها الانسان موفور الكرامة والأحوال».
اما الخيار الرابع ويخشاه كثيرا: اختيار رئيس «فضة مشكل».
الا ان افرام لا يرى بوادر انفراج قريبة تنهي الفراغ في سدة الرئاسة، على رغم إيمانه العميق بالأعاجيب، التي قد تنتج حلولا لأزمات مستعصية.
وتوقع سيناريوهين لمرحلة الفراغ الرئاسي، أولهما انتاج رئيس يلعب دور المحاور الأول لإعادة انتاج نظام أكثر فاعلية، عبر تطوير النظام اللبناني واتفاق الطائف. ويرى هنا «ان غياب رئيس الجمهورية يفقد فرصة توفير قيمة مضافة عبر دور الرئيس القادر على خلق مساحة الحوار المطلوبة وصولا إلى تثبيت العقد الوطني».
أما السيناريو الثاني، «وقد بدأ يرتفع مع الأسف، ومفاده انه لا رئيس للجمهورية قبل معالجة أزمة وجودية». واعتبر ان الكيان اللبناني في خطر، مبديا خشيته «من عقد مؤتمرات دولية وأخرى تأسيسية للوصول إلى عقد جديد ينتج رئيسا للبلاد».
ولم يستبعد في هذه الحالة الوصول إلى بلدين!
واستعاد تفاؤلا شعر به قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، «اذ رأيت فرصة ذهبية لتمرير الاستحقاق الرئاسي عبر تقليص الأفرقاء الهوة الفاصلة بينهم، وتغليب مصلحة البلاد. وكان الأمر ممكنا في الشهرين الأولين من الشغور الرئاسي، اما الآن، فقد طالت الفترة، واعتاد الناس غياب رئيس الجمهورية، وهذا شيء خطير. الا ان هذا الكلام لا يعني انعدام فرص السيناريو الأول».
وردا على سؤال، أكد تأمينه كتلة ناخبة، من دون ان يخفي ان انتخابات رئاسة الجمهورية تبدأ خارج المجلس النيابي، وتصل في خواتيمها إلى صندوق الاقتراع في المجلس. وقال انه يتواصل مع «حزب الله» من خلال مجلس النواب، «وهو المساحة الكبرى للتواصل بين الأفرقاء».
ولم يخف توجسه من «العاصفة التي تضرب المنطقة. والحرب في غزة وجنوب لبنان جزء منها». وشدد «على غياب النفور الشخصي مع أي مكون لبناني، والأهم عندي وجود المشروع الإصلاحي الكفيل بتأمين المستقبل».
وتناول تجربة مشروع «وطن الانسان» التي تقوم «على اختيار مبدعين أصحاب كفاءات من اللبنانيين، لإدخالهم إلى مؤسسات الدولة اللبنانية بعيدا من المحاصصة، مشروع هندسة في السياسة، يبقى الخيار الأول والأخير فيه الاحتكام إلى الناس، ذلك انه ممنوع دخول الجنة بالقوة».
افرام كرر أن «مشروع وطن الانسان» عابر للطوائف والمناطق، كاشفا عن التحضير لخوض الاستحقاق النيابي المقبل في دوائر عدة في مختلف المناطق.
وكان افرام نال حاصلين انتخابيين في «العمق الماروني» في محافظة جبل لبنان، في دائرة كسروان جبيل. وحالت كمية ناهزت ألفي صوت دون الفوز بحاصل ثالث، في دائرة لم تشهد خروقات في مقاعدها النيابية المارونية من خارج اللوائح الحزبية منذ انتخابات 2005، بعد خروج الجيش السوري من لبنان.
يمزج في كلامه بين الأرقام والاحصاءات والمعادلات العلمية، بنبرة أدبية لا تخلو من روحانيات. ويرد بسرعة على كل الأسئلة محدقا في عيني محدثه. ويختم اللقاء بتوجيه تحية إلى الكويت، وهو الذي قسم البهو الفسيح في منزله الشتوي إلى ديوانيات، في منطقة شهدت شراء قسم كبير من الكويتيين والخليجيين وحدات سكنية في أحياء مجاورة لمنزل افرام، تحت الصرح البطريركي في بكركي.