الحياة مليئة بالمواقف والأحداث، وبلا شك كل منا تصادفه المشكلات والأمور العصيبة التي تحتاج إلى قرار، وقد يصيب وقد يخطئ، ولكن الخطأ في القرار لا يعني الفشل، إنما الفشل ألا نحاول، والفشل يكمن في الخوف، ويمكن القول بأن الخوف يؤدي إلى الفشل غالبا، لذلك فإن من أجمل الأمثال التي تنتشر في مجتمعنا الكويتي «اقرب من الخوف تامن» ولا أعني بذلك المغامرة غير المدروسة، ولكني أقصد أن المحاولة أفضل من الخوف وعدم المحاولة، وكذلك أن المواقف لا ترحم والتقاعس عن اتخاذ القرار والخوف من اتخاذ القرار، قد يهدر فرصا كانت بوابة لحياة أفضل.
وقد يؤدي الخوف إلى قبول أقل الأشياء؛ لأننا تركنا الأفضل بسبب الخوف وأخص الشباب لأنهم الفئة المقصودة بهذا المثل وهم الذين يحتاجون منا للنصيحة وهم الأكثر عرضة لمواقف تحتاج إلى قرار، الخوف قد يهدر فرصة في العمل أو الزواج، أو السفر أو التجارة أو المستقبل الصحيح، لذلك يجب على الشباب التعود على اتخاذ القرار ولا يمنعهم الخوف من الفشل أو عدم الحصول على النتيجة المضمونة والسهلة، لأن بعض الشباب لا يريد سوى الأمور السهلة دون مغامرة، وغالبا ما يكون الفشل مصيدة أو الوقوف في محله دون تقدم. وكثيرا ما تصادفنا مواقف مثل أن بعض الشباب أصبح رجل أعمال بدءا من الصفر واختار طريقه في عمل يحبه ووثق في قراره، وفي المقابل أصبح زميله أو صديقه يقف يتحسر على فرصة أهدرها بالخوف من اتخاذ قرار كان يجب عليه اتخاذه.
وكذلك أقصد بهذا المثل الخوف من الرفض في مواقف تقبلها خوفا من الفشل، فنواجه نتائج غير ما كنا نأمله، مثال ذلك عندما يتقدم أحد الأشخاص لفتاة تخشى على نفسها من العنوسة وتخاف أن يفوتها قطار الزواج فتقبل شخصا غير مناسب وتحيا حياة تعيسة تنتهي بها إلى ساحات المحاكم في قضايا الأسرة، وقد يكون لديها أبناء فتكون النتيجة أن يدفع الأبناء ضريبة الخوف من الرفض منذ لحظة اتخاذ القرار.
كذلك الحياة قد تكون مليئة بمواقف كثيرة تحتاج لقرار سريع فلا تخشى العواقب. عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة كن إيجابيا ولا تكن سلبيا ولا تخف وتبتعد حتى لا تتخذ قرارا، لأن هذه المواقف قد تتكرر وتصبح ضحية السلبية، ولا شك أن المواقف هي الخبرة حتى لو كانت النتائج خاسرة، لأن هذه المواقف هي التي تكسبنا الخبرة، والفشل لا يعني آخر الحياة، وإنما قد يكون بداية النجاح وخطوة نحو الطريق الصحيح وكيف تكتسب الخبرة في الحياة إذا كنت تبتعد عن كل ما هو خوف أو مخاطرة، لذلك أفضل النتائج تأتي بهزيمة ومعنى ذلك الاقتراب من القرار واتخاذه والقرب من الخوف، أي عدم الهروب من المواقف والإيجابية في اتخاذ القرار ومواجهة الخوف والقضاء عليه وهزيمته.
ولا يفوتنا أن نصف النجاح يعتمد على اتخاذ القرار ومواجهة الخوف من الفشل والنصف الآخر متابعة القرار المتخذ وترتيب الأوراق ليمضي في طريق النجاح، وقبل كل ما سبق هو التوكل على الله سبحانه وتعالى ثم التسليم بالقدر وأنه في النهاية أمر مقدر ومحتوم... «اقترب من الخوف تأمن».