في المرحلة القادمة من الأيام، سيظهر الغث والسمين وسيتم تداول العديد من المواضيع التي تعنى بالشأن الكويتي المحلي، لذلك يجب علينا توخي الحذر من كل ما من شأنه أن يقسم المجتمع او يشحن النفوس أو يستغل ضد الوحدة المجتمعية والوطنية.
وهنا يجب على الجميع أن يتذكر أننا أبناء شعب واحد وبلد واحد، ومهما تعددت الأسباب وغلبت المصالح فإنه لن يصح إلا الصحيح، ولا يستطيع كائن من كان أن يقصي الآخر.
نحن بلد قانون ودستور وديموقراطية، كما أننا يجب أن نستذكر انه لا بناء لمجتمع بالتفرقة والطعن، ولا قيام لدولة بالتشكيك والتناحر، فهناك الكثير من الأمثلة الحية حولنا من الدول العربية التي قتلها التناحر وفرقتها الطائفية والطمع ونتمنى لها الاستقرار.
وهنا يجب النظر بعين المستقبل وتغليب المصلحة العامة، كما يجب علينا الطموح والبناء الحقيقي.
يجب تشجيع الكفاءات التي تبني والابتعاد عن الاستئثار والطمع وغلبة النفس، ويجب ايضا ان نعي ونستوعب ونؤمن بأنه «إيد وحده ما تصفق».
مستحيل ان يكون البناء والتقدم بجهد فردي بل هو جهد جماعي ينبع من الايمان وحب هذا الوطن والخوف عليه.
كما يجب علينا إدراك أهمية الوضع الإقليمي للمنطقة وما يدور من أحداث حولنا وكم يتطلب ايضا الوعي واليقظة والتكاتف لمواجهة اي نوع من الأخطار الإقليمية.
أخيرا، يجــب أن يعلــم البعض ان شعب الكويت بجميع أطيافه شعب واع ويعــرف انــه إن كــان صمته في السابق على تصرفات البــعض من الذين يبحثون عن مصالح شخصية مستخدمين سلاح التفرقة والضرب بين فئات المجتمع أو بث الإشاعة او التحريض فهو ليس من الجهل أو الخوف وإنما من الحكمة والتعقل.
أبناء هذا البلد وكل الشرفاء المقيمين على أرض الكويت، بقيادة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، لن يترددوا في قول كلمة حق او النهي عن أي فعل من شأنه أن يعكر صفو عيشهم.
يجب على الجميع التعاون والتطلع لمستقبل أفضل، قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان - سورة المائدة آية ٢).
والله ولي التوفيق.