بيروت - داود رمال
أشار رئيس حزب «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، إلى انه يعلم «أن الهم الاكبر اليوم هو الحرب الدائرة في غزة وجنوب لبنان، وخطر توسعها لتتحول حرب اسرائيلية شاملة على لبنان».
وقال في مؤتمر صحافي أمس «موقفنا بديهي بالوقوف إلى جانب حق الفلسطينيين بدولتهم، والتنديد بالعنف الاسرائيلي الذي يمارس على المدنيين في غزة والجنوب، وموقفنا بديهي بأن نقف مع كل لبناني وتحديدا مع المقاومة لحماية لبنان، بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وهذا اساس وثيقة التفاهم اي الدفاع عن لبنان، وليس اكثر من ذلك».
وتابع، «نفهم تماما الخوف من أن يأتي دور لبنان بعد غزة، ونقدر معادلة الردع التي ثبتها حزب الله، وانبثقت منها قواعد الاشتباك، وهي وحدها منعت حتى الآن اسرائيل من الاعتداء الكبير على لبنان، ونثني على الجرأة والحكمة بمواقف السيد حسن نصر الله، اللذين يظهران حرصه على لبنان ويؤديان إلى حمايته من دون خسارة المكتسبات الاستراتيجية التي تحققت».
وأضاف باسيل، «تلقينا بإيجابية الكلام الأخير للسيد نصرالله ونصدق انه لا يسعى لتحويل اي ربح في الخارج إلى ربح بالداخل وتغيير موازينه او معادلاته، كذلك موقفه المفهوم من أنه لا ترسيم للحدود بل استرداد ارض مسلوبة وانه لا يجوز اساسا اي ترسيم بغياب رئيس الجمهورية، وكلامه ايضا عن عدم ربط الرئاسة بأي تطور خارجي وتحديدا الحرب الدائرة حاليا».
وتابع «معروف موقفنا اننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين، وأننا لسنا مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات اخرى، وتحديدا ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزة، مع فهمنا لدوافعها، وأننا لسنا مع استعمال لبنان منصة هجمات على فلسطين».
وأشار إلى انه «باختصار لا نريد أخذ لبنان إلى الحرب اذا كان القرار في يد لبنان او المقاومة فيه، دون ان يعني ذلك استسلاما لاسرائيل او خوفا من الحرب اذا فرضت علينا منها. وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يسير عليه ويقرر عن وقوع الحرب او عدمها، لأنه هو سيتحمل، وحده، مسؤوليتها، في حال وقعت، وعليه ان يعي ان الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه او ضده، بحسب صوابية قراره أو موقفه».
وتابع، «أمر آخر اساسي يتحمل مسؤوليته وهو وحدة البلد، لسببين: أولهما انقسام اللبنانيين حيال الحرب وادائهم خلالها، في حال وقعت، وثانيهما انقسام البلد على الملف الداخلي إلى درجة الخطر على الوحدة. والبرهان انه عوض ان نكون اليوم بحديث واحد هو حماية البلد من خطر المخطط الاسرائيلي وكيفية المواجهة الوطنية الشاملة له، أصبح ضروري ان نحمي أنفسنا ووجودنا من خطر الممارسات السياسية لشركائنا بالوطن، والتي باتت تهدد وجود الدولة ووحدة الوطن».
وأردف، «الخطر متمثل بعملية اقصاء المسيحيين بالتدرج عن الحكم، وعن الدولة إدارة واقتصادا، بدءا من اختيار رئيس نيابة عنهم او منع انتخاب الرئيس، وصولا لانتهاك الدستور والميثاق وضرب الشراكة بالحكومة والمجلس النيابي».