أوقع قصف اسرائيلي جديد عدة قتلى وجرحى جراء استهداف مبنى في حي كفرسوسة الراقي الذي يقع بالقرب من المربعات الامنية التي تضم مقرات مخابرات ومؤسسات رسمية وسفارات، في دمشق صباح أمس. وبعد ساعات قليلة، أفادت تقارير وشهود بسماع دوي انفجارات جديدة جنوب العاصمة.
وأفاد التلفزيون الرسمي عن وقوع «عدوان إسرائيلي بعدد من الصواريخ يستهدف حي كفرسوسة السكني». وأصاب القصف، وفق وكالة «فرانس برس»، مبنى مؤلفا من تسعة طوابق. وقد تركزت الأضرار في احدى الشقق بالطابق الرابع منه الذي تحطمت واجهته، كذلك ألحقت الضربة أضرارا بسيارات متوقفة قرب المبنى.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صورا أظهرت حريقا مندلعا في الشقة المستهدفة، عملت فرق الإطفاء على إخماده، في وقت فرضت القوى الأمنية طوقا في المكان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وصفحات اخبارية سورية إن القصف اسفر عن مقتل شخصين من جنسية غير سورية داخل الشقة السكنية والثالث قتل في محيط المبنى نتيجة سقوط ركام من جدار الشقة على رأسه، فضلا عن اصابة نحو 8 اشخاص، وافادت مصادر بأن الميليشيات الإيرانية تستخدم أجزاء من البناء المستهدف كمقرات لها.
وأكد المرصد أن الشقة المستهدفة تابعة للإيرانيين، مشيرا إلى ان إسرائيل لم ترد تدمير المبنى بشكل كامل بل تلك الشقة بعينها لإرسال رسالة واضحة لإيران بأن العمليات الانتقائية باتت في سورية وليس فقط في لبنان، ففي الحي نفسه، الخاضع لمراقبة أمنية شديدة، اغتيل القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية في العام 2008. وفي سياق متصل، قالت شبكة أخبار الطلاب الإيرانية شبه الرسمية إن الهجوم الإسرائيلي على مبنى سكني في دمشق لم يسفر عن مقتل أي مواطنين أو مستشارين إيرانيين، بحسب وكالة «رويترز».
وفي وقت لاحق، نفذت اسرائيل ضربات جديدة تردد دويها في دمشق. وقال المرصد السوري إن قصفا اسرائيليا نفذ على مواقع تابعة لمجموعات إيرانية، حيث كان هناك استهداف جوي واستهداف مدفعي على مناطق قرب الديماس وجنوب غرب العاصمة دمشق في مناطق محاذية للقنيطرة.
وتعرضت دمشق ومحيطها لضربات مماثلة في وقت سابق هذا الشهر، إذ أحصى المرصد في العاشر منه مقتل ثلاثة أشخاص موالين لطهران جراء ضربات إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا غرب دمشق. وقتل خمسة أشخاص في غارة إسرائيلية في 20 يناير جراء ضربة اسرائيلية استهدفت وفق المرصد «اجتماعا لقيادات مقربة من إيران» في منطقة المزة، وأفادت طهران لاحقا بأن مستشارين عسكريين ايرانيين كانا في عداد القتلى.
وفي 25 ديسمبر، اعلنت طهران مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي جراء ضربة جوية إسرائيلية قرب دمشق.