بيروت ـ منصور شعبان- أحمد عز الدين
باتت الاعتداءات الإسرائيلية المتمددة خارج نطاق «قواعد الاشتباك» والتي تطاول المنشآت الاقتصادية، تشغل بال اللبنانيين إلى جانب الحدث المستجد وهو تصاعد حركة الاحتجاجات في الإدارة العامة للدولة ضد التمييز بين الموظفين، وأعلن موظفو وزارتي الاعلام والعمل التوقف عن العمل، وهذا الامر مرشح لأن يشمل جميع الوزارات ما لم تسارع الحكومة لتصحيح الوضع.
وجاء الاضراب احتجاجا على قرار الحكومة تصنيف بعض الادارات بأنها ضرورية لسير عمل الدولة ومنحها زيادات كرواتب اضافية بالدولار كالقضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية وموظفي وزارة المالية ورئاسة الجمهورية والحكومة، الامر الذي أثار الموظفين في الادارات العامة على اختلافها.
وكانت الشرارة الاولى من وزارة الاعلام، حيث اجتمعت لجنة العاملين في الوزارة مع وزير الاعلام زياد مكاري، واعلنت التوقف عن العمل وكذلك اعلنت وزارة العمل التوقف عن انجاز المعاملات، وقد ابلغهم وزير العمل بأنه لم يكن على علم بدفع رواتب لوزارة المال وغيرها من الادارات، وانه سيثير الامر في اجتماع مجلس الوزراء، كما اعلن موظفو دوائر النفوس والاحوال الشخصية التوقف عن انجاز المعاملات، ودعت وزارات اخرى إلى اجتماعات لبحث التوقف عن العمل، وثمة احتجاجات واسعة للمخاتير في مختلف المناطق على زيادة الرسوم بشكل كبير وعدم توافر الطوابع.
وزارة الاعلام اعلنت التوقف عن بث الاخبار، بعد لقاء العاملين فيها مع وزير الاعلام زياد المكاري وأصدرت بيانا قرر العاملون بموجبه الإضراب والتوقف عن العمل في كل وحدات وزارة الاعلام ابتداء من تاريخه إلى حين إنصافهم بالعطاءات التي استفادت منها ادارات أخرى، وكذلك دعوة الحكومة إلى تصحيح فوري للخطأ الفادح والفاضح في حق الإدارة العامة برمتها، بما يضمن وحدة القطاع العام وينصف جميع العاملين فيه ويمكنهم من العيش بكرامة، ثم الشروع في وضع تصور شامل لحلول جذرية غير ترقيعية تنقذ القطاع العام من غائلة الفقر والجوع وتعيد اليه هيبته».
والمستجد الآخر إلى جانب إضراب موظفي الدولة، بروز الموقف تجاه حرب غزة وربط الساحات الذي أعلنه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عندما قال عون «إننا في لبنان لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف» ما طرح أكثر من علامة استفهام حول مفاعيل «اتفاق مار مخايل» وأسباب الخلاف بين «التيار» و«حزب الله».
ويبقى الحدث المرادف لهذه التطورات، استضافة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو نظراءه سفراء «الخماسية» لدى بيروت وهم إلى ماغرو: الأميركية ليزا جونسون، السعودي وليد البخاري، المصري علاء موسى والقطري سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، وانتهى الاجتماع ببيان اكتفى بخبر اللقاء في السفارة، مما سمح بإطلاق الاستنتاجات.
وكل ما تم تسريبه يفضي إلى وجود اختلافات في وجهات النظر، وما تناهى إلى «الأنباء» أن السفراء التقوا من دون ان تكون لديهم رؤية واضحة عما اذا كان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية مرتبطا بانتهاء الحرب على غزة أم بالانتخابات الرئاسية الأميركية أم باتفاق يهدئ الجبهة الجنوبية اعتمادا على إحياء اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل يتم بعده انتخاب الرئيس، وأن السفراء يفضلون التكتم ريثما يرفعون تقاريرهم إلى وزراء الخارجية بما تمت مناقشته، وعندها يتقرر إن كان بالامكان مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان بعد جولة للسفراء على المرجعيات السياسية.
بدوره، رأى النائب عبدالرحمن البزري، في حديث إلى «صوت كل لبنان»، في الحراك الرئاسي واجتماع سفراء الخماسية الدولية وجود ارتباط وثيق لهذا الحراك بالتطورات جنوبا»، معتبرا انه «حتى هذه اللحظة لا بصيص أمل في تحقيق خرق في أفق الانسداد الرئاسي الذي نعيشه».
وأضاف إن «الاعتداء الاسرائيلي الأخير على الغازية يثبت رغبة اسرائيل في توسيع إطار اعتداءاتها».
ميدانيا، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع الغربي، حيث شن مجددا غارة استهدفت أم التوت وشيحين واستهدفت الطائرات الحربية المعادية حي المشاع في بلدة مجدل زون، كما شنت غارة استهدفت بلدة الخيام، الأمر الذي أدى إلى مقتل سيدة وطفلتها وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام ومصدر طبي.
وأغار الطيران الحربي المعادي بعد منتصف الليل قبل الفائت، على مرتفعات جبل صافي في منطقة اقليم التفاح ملقيا صاروخين جو -ارض على المنطقة المستهدفة تصاعدت جراءه سحب الدخان.
واستهدفت مدفعية العدو أطراف بلدات طير حرفا والجبين والضهيرة ومجدل زون فاستشهدت المواطنة خديجة سلمان (40 عاما) في الغارة وأصيبت طفلة، وأطلق العدو فجرا نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي.
وأعلن «حزب الله» عن استهدافه تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية محققا إصابات مباشرة، وأيضا تموضعا عسكريا للاحتلال في مستعمرة «إيفن مناحم» بالأسلحة المناسبة وأصيب مباشرة، وكذلك استهدف تموضعا عسكريا لجنود العدو بمستعمرة «شوميرا» وأصيب مباشرة.