دخلت مئات الجرارات مدريد أمس مع تجدد احتجاجات المزارعين الإسبان الغاضبين مما يعتبرونها منافسة غير منصفة، فيما شهدت فرنسا وپولندا واليونان تحركات مشابهة.
وتجمع المزارعون عند الفجر تلبية لدعوة اتحاد النقابات الزراعية للمطالبة بأسعار عادلة للمنتجات ومنافسة عادلة مع المستوردين من خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما أفادت وكالة «فرانس برس».
وقال خوسيه أنخيل لوبيز، وهو مزارع جاء من بانكوربو الواقعة على مسافة أكثر من 300 كيلومتر شمال مدريد، «يحب أن نحتج في مدريد حيث الجميع موجود»، وأضاف «علينا أن نحدث بعض البلبلة».
ويحتج المزارعون ومربو الماشية الإسبان منذ 1 فبراير للمطالبة بأسعار للمنتجات تمكنهم من تغطية تكاليف إنتاجهم، وأن تفرض القوانين نفسها المفروضة عليهم على الدول الموردة من خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما قال ممثل الاتحاد لويس كورتيس لمحطة «تي في إي» العامة.
وأوضح كورتيس أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة اليسارية في إسبانيا لم تكن كافية لمعالجة المشكلات التي يواجهونها.
ويعد المزارعون الإسبان جزءا من حركة أوسع شهدت إغلاق طرق رئيسية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وپولندا واليونان ودول أخرى.
ورمى مزارعون فرنسيون منتجاتهم وأغلقوا طرقا أمس، محددين موعدا نهائيا للحكومة لتلبية مطالبهم قبل استئناف الاحتجاجات على نطاق أوسع.
ولم يتمكن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال من تهدئة غضب المزارعين الذين يشكون، كما هي الحال في دول أوروبية أخرى، من انخفاض الدخل ومن القوانين البيئية الصارمة والمنافسة التي تشكلها واردات أرخص ثمنا من خارج الاتحاد الأوروبي.
لكن النقابات الزراعية علقت الشهر الماضي الاحتجاجات التي أصابت البلاد بالشلل بعد وعود بإصلاحات حكومية.
وفي اليونان، طالب آلاف المزارعين بالحصول على مساعدات مالية لإنهاء احتجاجهم المستمر منذ أربعة أسابيع، فيما قالت الحكومة إنه لم تعد لديها أموال للمساعدة.
ورفع المزارعون في جنوب پولندا لافتة كتب عليها «بوتين، أعد النظام في أوكرانيا وبروكسل وحكومتنا» إلى جانب علم للاتحاد السوفييتي مثبت على جرار زراعي.
وقالت پولندا أمس إنه «من المحتمل» أن تكون الشعارات المؤيدة لبوتين رفعت تحت تأثير روسيا فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات بين حكومته وبولندا للبحث في مسألة إغلاق الحدود بين بلديهما الذي فرضه مزارعون پولنديون، معتبرا أن موسكو هي المستفيد «الوحيد» من هذه التوترات.
من جهتها، قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات عدة في الأسابيع الأخيرة بعدما ألقى المزارعون في كل أنحاء أوروبا باللوم على السياسة الزراعية المشتركة و«الصفقة الأوروبية الخضراء» في المشكلات التي يواجهونها.