عندما يتوجه طالب «الحوزة» محمد حسن جعفري للإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية الإيرانية الجمعة المقبل، ستكون الحرب الإسرائيلية في غزة ماثلة في ذهنه، وهو يعبر عن أسفه لعدم اكتراث العديد من الإيرانيين بهذه الانتخابات التي يؤكد أن لها «أهمية دولية».
ويقول الشاب البالغ من العمر 27 عاما «سأصوت إن شاء الله، لأن الانتخابات تعزز قوة البلاد الداخلية والدولية».
وفي مدينة قم حيث يدرس، تبدو نتيجة الانتخابات محسومة، فهذه المدينة تعد واحدة من معاقل المحافظين الذين يحكمون الجمهورية الإسلامية حاليا.
وتقع قم على بعد 120 كيلومترا جنوب طهران، ويقيم فيها العديد من الشخصيات الدينية البارزة، كما توجد فيها عشرات «الحوزات» (مدارس العلوم الدينية لدى الشيعة).
وبالإضافة إلى أعضاء البرلمان، سيصوت الناخبون لاختيار أعضاء مجلس خبراء القيادة المؤلف من 88 عضوا، للسنوات الثماني المقبلة. وتناط بهذا المجلس مسؤولية اختيار المرشد الأعلى في البلاد.
وعلى طول شوارعها، علقت لافتات تظهر المرشد الأعلى في ايران علي خامنئي وهو يدعو الناس للإدلاء بأصواتهم، تحت شعار «لنصبح أقوى».
وانطلاقا من هذا الشعار، يبقى تعزيز قوة طهران في مواجهة الغرب إحدى الأفكار المهيمنة على القادة الإيرانيين، خصوصا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.
وفي سياق جيوسياسي متوتر، تقول رهبري (40 عاما) وهي ربة منزل، إن الانتخابات التي ستجري الجمعة المقبل تشكل فرصة لتأكيد «استقلال البلاد».
من جهته، يحذر محمد حسن جعفري من أنه «في حال كانت المشاركة ضعيفة، سيكون احتمال شن هجوم عسكري» على إيران «أقوى».
ويضيف رجل الدين الشاب الذي يرتدي عمامة سوداء «إذا رأى أعداؤنا أن الحكومة تحظى بدعم الشعب، عندها لن يضعوا الخيار العسكري على الطاولة»، مشيرا إلى أنهم سيفكرون في هذا الخيار «إذا رأوا أن البلاد تشهد اضطرابات وانقسامات».
مع ذلك، لا تبدو الحرب في غزة الوحيدة التي تشغل بال الإيرانيين، إذ يشعرون بقلق أكبر إزاء الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بارتفاع نسبة التضخم الذي يؤثر على قدرتهم الشرائية.
وفي هذا الإطار، يتوقع خبراء أن يكون معدل الامتناع عن التصويت مرتفعا، أو حتى ان يصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 1979.
ويقول مجيد حسيني وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 79 عاما إن «هذه الانتخابات هي جزء من الجمهورية الإسلامية. إذا لم نشارك فيها، سوف تضيع السنوات الأربعون من العمل الشاق».
من جهته، يذكر مهدي موسوي وهو رجل دين يبلغ من العمر 39 عاما، بأن الإيرانيين يجب عليهم الثقة برجال الدين الذين يحكمونها والذين يشكلون «ضمانة لاحترام الإسلام والثورة».