احتفلت الكويت يومي الأحد والاثنين الماضيين، بعيدين مباركين «الاستقلال والتحرير»، ولبست فيهما أجمل حلة من الحب والسلام والتسامح، وهي الحلة، التي امتازت بها طوال تاريخها الممتد، من خلال ما يتمتع به أبناؤها من خير الصفات وجميل الأخلاق.
إن نسيج الكويت الواحدة والمصير المشترك لجميع أبنائها يجعل من الصعب التفكير إلا في الخير، الذي أصبح سمة من سمات المجتمع الكويتي، فلا يذكر اسم الكويت إلا ومعه صناع الخير والساعين إليه، ليس فقط على أرضها، بل في مختلف بلدان العالم، وهذا الأمر في حقيقته يدعونا إلى الفخر والاعتزاز.
وفي هذه المناسبة الطيبة، فإنني أشيد بكل من اتبع تعليمات وزارة الداخلية، بالابتعاد عن الاحتفالات باستخدام أدوات وأشياء تؤذي الناس وتؤدي إلى إصابتهم بالضرر، وذلك باستخدام الرغوات أو رشاشات وبالونات المياه، التي تتسبب في الإضرار بالناس في سياراتهم وأبدانهم، وهذه التصرفات والأفعال، من وجهة نظري، لا تعبر عن الاحتفال بأعياد الوطن المجيدة، بل تعبر عن عدوانية في نفوس البعض، يريد أن يستغل هذه المناسبة لتفريغها، ومن ثم فقد صدرت عن وزارة الداخلية قرارات بمنع هذه التصرفات الضارة.
والحمد لله، التزم الكثيرون بهذه القرارات وامتنعوا عن استخدامها في تلك الاحتفالات.
فالاحتفال بمناسبة كبيرة وعظيمة، يجب أن يكون بتذكر أمجاد وتاريخ وتراث الوطن، وحتى تكون المسيرات منظمة يجب أن تقام بترتيب ومتابعة الجهات الرسمية، لتكون مسيرات وطنية، تهتف باسم الوطن، وتردد أغانيه الوطنية، وتسترجع أحداثه الكثيرة.
فالحمد لله أن أنعم علينا بالخير في أحوالنا وأولادنا ووطننا، وجعل السلام مظلة لنا، والأمان مصدة لنا من كل شر.
نعم، نحمد لله على تلك الحياة الهادئة التي نعيشها، بل يعيشها كل مقيم على أرض الكويت الطيبة، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، بل جاء بفضل ما وضعه الأجداد والآباء في نفوس الأجيال من مواريث الحب والسلام والتسامح.
مبارك لكويتنا الغالية وأهلها الطيبين، هذه الأعياد، وندعو الله أن يديم علينا الخير، ويبعد عنا كل حاسد وحاقد، وأن يلهمنا الصواب في كل أفعالنا وأقوالنا.