حرص صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، منذ توليه مقاليد الحكم على تنفيذ مجموعة من الزيارات الخارجية لدول الخليج العربي، والتي تنم عن وطنية صادقة، وانتماء شديد بين الكويت وأشقائها من دول الخليج، ليس فقط على صعيد تبادل المنافع والتعاون، بل لأن تلك الدول على وجه الخصوص كانت دائما تدعم وتساند الكويت في علاقة اتسمت بالمحبة والتعاون.
صاحب السمو الأمير، بدأ في تنفيذ إحدى مهام العهد الجديد، وبدأ سلسلة من الجولات الخارجية استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، هذه الدولة الشقيقة الطيبة، والتي لطالما وصفها سموه في الكثير من المناسبات بالمحافل الدولية المختلفة بشأنها «الشقيقة الكبرى» وقد كان الهدف من الزيارة العمل على تعميق العلاقة بين البلدين، ومناقشة مستجدات الأحداث في وطننا العربي.
ولمن قرأ التاريخ سيعرف جذور العلاقات القديمة التي تربط بين الكويت والسعودية، فالروابط لا تقتصر فقط على قرب جغرافي، بل هو امتداد لتعاون مجتمعي وسياسي واقتصادي، ومن المنتظر أن تكون لتلك الزيارة صدها وتأثيرها على أشكال التعاون المستقبلي بين البلدين.
وفي حراك آخر على الصعيد الدولي، شهدت الأيام الماضية زيارة صاحب السمو إلى سلطنة عُمان والتي شهدت حدثا تنمويا بقطاع التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث افتتح صاحب السمو وسلطان عُمان هيثم بن طارق مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، ويعد هذا التعاون امتدادا لأشكال التعاون القديمة بين البلدين الشقيقين، حيث ترتبط الكويت مع سلطنة عُمان بالكثير من الجذور التاريخية، والمواقف التي لا تنسى خاصة حينما مرت الكويت الغالية بمحنة جراء الغزو. المطاف لم ينته إلى هنا، ففي ثالثة محطات الزيارات الخارجية زار سموه مملكة البحرين، وكان باستقباله العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، وكانت تلك الزيارة بمثابة ترسيخ وتأكيد على ضرورة مواصلة أشكال التعاون بين البلدين، والتشاور في الأحداث السياسية المشتركة سواء الدولية أو الإقليمية، ومناقشة التغيرات السياسية التي يمر بها العالم، وكيفية التعامل معها في بلداننا بالشكل الصحيح والسليم، وكذلك مباحثات حجم التعاون بين وزارة الداخلية في كلا البلدين للحفاظ على أمنهما وسلامتهما.
كما زار سموه دولة قطر الشقيقة، وكان في استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكشفت الزيارة عن مدى المحبة بين الدولتين.
خطوات صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، موفقة، وتحمل لنا الكثير من بشائر الخير والتي سنجني ثمارها بالقريب العاجل، كما أتوقع أن زيارات سمو الأمير ستمتد لتصل إلى جميع دول الخليج العربي، ليكتب التاريخ فصلا جديدا عن مسيرة نجاحات لن تنتهي بإذن الله.
[email protected]