قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)، فيجب على الآباء تأديب أولادهم وتعليمهم العلم والصلاة، وضربهم عليها ان لم يصلوا، مع وجوب العدل بين الأبناء في العطاء حتى في القبل، وان الله سبحانه سيسأل الآباء عن تربية الأولاد قبل ان يسأل الولد عن والده، فوصية الآباء بأولادهم سابقة عن وصية الأبناء بآبائهم.
ومن حقوق الأولاد العدل بينهم في العطاء والمنع، فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعدلوا بين ابنائكم، اعدلوا بين ابنائكم، اعدلوا بين أبنائكم»، وفي صحيح مسلم ان امْرَأَةُ بَشِيرٍقالت له: انْحَلِ ابْنِي غُلَامَكَ وَأَشْهِدْ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّ ابْنَةَ فُلَانٍ سَأَلَتْنِي أَنْ أَنْحَلَ ابْنَهَا غُلَامِي، وَقالَتْ: أَشْهِدْ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَلَهُ إخْوَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: أَفَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثْلَ ما أَعْطَيْتَهُ؟ قالَ: لَا، قالَ: فليسَ يَصْلُحُ هذا، وإنِّي لا أَشْهَدُ إلَّا علَى حَقٍّ، وفي رواية لمسلم فقال: أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم، فرجع أبي في تلك الصدقة.
قال ابن القيم، رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وكان السلف يستحبون أن يعدلوا بين الأولاد في القبلة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء واهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسنته فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا كبيرا.