صدر مرسوم من مجلس الوزراء بتحديد اجراء انتخابات مجلس الأمة 2024 يوم الرابع من أبريل القادم، والذي يتصادف مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وتتسم الأجواء الرمضانية تحديدا بطابع اجتماعي جبل عليه اهل الكويت منذ القدم، حيث يعتبر شهر رمضان مناسبة طيبة لصلة الأهل والأرحام والمعارف والأصدقاء لتقديم التهاني والتبريكات بقدوم شهر رمضان الكريم، فنرى كثافة في الزيارات المتبادلة تتركز في الأيام العشر الأوائل من الشهر الفضيل.
ويتزامن ذلك مع موعد الانتخابات البرلمانية هذا العام، مما يجعل الأجواء اكثر ازدحاما وسخونة، ويختلط الطابع الاجتماعي مع برامج وندوات المرشحين للانتخابات، ويشكل ذلك توليفة ستجعل من السهل تغلغل المرشحين في الدواوين والدوائر الانتخابية وربما تقلل من إحراجات البعض من السياسيين، خاصة من لم يقدم شيئا يذكر في البرلمان، وتفادي الحدة في النقاشات والصدامات داخل الدواوين.
إلا انه من المتوقع عدم وجود تفاعل كبير مع المقرات الانتخابية وتوقيتها بعد الإفطار، فالمناسبات الاجتماعية ستطغى على المشهد، كما ان موعد الاقتراع يصادف فترة العشر الأواخر من رمضان التي تشهد أجواء دينية روحانية لا تتكرر، ولا يمكن ان تعوض بالتضرع إلى الله عز وجل بالصلاة والدعاء والتسابق على أبواب الرحمة والمغفرة.
إذا سيتم استغلال الغبقات الرمضانية وزيارات الدواوين عوضا عن المقرات الانتخابية، ويعود ذلك ايضا بسبب قلة الوقت من بعد الإفطار، وسيؤثر كذلك على مواعيد افتتاح المقرات والندوات للمرشحين.
بالنهاية: سيكون من الصعب إيجاد طرح مقنع للناخبين، خصوصا أن آخر انتخابات برلمانية كانت في 6/6/2023، وربما يتشابه الحديث ويقل التأثير، ونعتقد لو تقدمت الحكومة بحلول مالية معيشية قبل الانتخابات فستضع المرشحين في زاوية حرجة جدا.
وفي الختام: لا يمكن الملل من المشاركة الديموقراطية، مهما انتقدنا او تذمرنا، فهذا حق اصيل كفله لنا الدستور، ونفتخر بكون الشعب هو مصدر السلطات، ونتمنى ان يعود الشعب لاختيار نواب على قدر المسؤولية والله الموفق. ودمتم بخير.