مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، التي ستجرى في 4 أبريل 2024، بعد صدور المرسوم الأميري بحل مجلس الأمة 2023 بتاريخ 15 فبراير 2024، نكون أمام استحقاق وطني، يجب على الجميع الالتزام به، وهو استحقاق سيحدد ملامح وأشكال المرحلة المقبلة من تاريخ الكويت.
وأرى، كما يرى الكثيرون مثلي من أبناء الوطن، أن انتخابات مجلس الأمة من أهم الانتخابات التي يتعين علينا أن نكون على يقين بأنها ذات طابع وطني ومستقبلي، لذا فإنه من الضروري والمُلح أن تكون اختيارات الأخوة الناخبين على قدر الثقة، التي يوليها لهم الوطن، وأن تكون مشاركتهم في صناديق الاقتراع مبنية على أسس محددة وواضحة، كما يتعين على كل من يرى في نفسه القدرة على خوض الانتخابات أن تكون وجهته وتوجهه ونيته ومقصده وتفكيره منصبا في مصلحة الوطن.
فلكل كويتي بلغ من العمر 21 سنة ميلادية له حق الانتخاب، في هذا العرس البرلماني المقبل، وعلى كل ناخب أن يجري حسبة بسيطة بينه وبين نفسه، لاختيار من يصلح من بين الإخوة المرشحين لنيل عضوية مجلس الأمة، فالمسألة أيها الإخوة الكرام تعود إلى وطن نريد له الخير والسلام والنقاء، ولا نريد أن يعكر صفو استقراره أي إجراء نتخذه.
كما يجب على كل مرشح أن ينتبه إلى ضرورة أن تكون لديه المؤهلات التي تخدم مصالح البلاد والعباد، وأن يكون ذهنه متقدا وضميره ممتلئا بحب الوطن والرغبة في خدمته من خلال موقعه الذي يسعى إليه تحت قبة البرلمان.
إن أهل الكويت الكرام كبيرهم وصغيرهم لديهم الوطنية الكافية التي تجعلهم يفرقون بين ما يصلح للوطن وما لا يصلح له، ولديهم الحس الكبير، الذي من خلاله يتمكنون من المضي قدما في الطريق الذي يفيد الوطن، ويجعله عاليا وكبيرا.
إن توقيت الانتخابات لا يهم، فالمهم أن تكون النية صافية تجاه الوطن، وأن يكون السعي موجها بكل قوة إلى الكويت، التي هي الأمن والسلام والخير والطمأنينة لنا جميعا.
حفظ الله كويتنا الغالية وصاحب السمو أمير البلاد، وشعب الكويت الطيب وكل مقيم على أرضها من كل مكروه.