حكاية المدينة التي بنيت سرا وعلى عجل في جبال نيو مكسيكو النائية، والمخصصة بالكامل للأبحاث النووية، ليست فقط حبكة فيلم «أوبنهايمر»، بل هي كذلك قصة الطريقة التي أنتج بها هذا الفيلم.
وكما فعل مخترع القنبلة الذرية الذي يتناوله الفيلم، اضطر المخرج كريستوفر نولان إلى أن ينشئ من الصفر نسخته من موقع لوس ألاموس الذي صمم فيه هذا السلاح الفتاك.
ويقول ديفيد مانزاناريس، وهو مدير موقع «غوست رانش» Ghost Ranch الذي أقيمت فيه نسخة طبق الأصل من المدينة، إن المشروع «أحيط بالسرية بشكل واضح». وكان على ديفيد مانزاناريس، كجميع أعضاء فريقه الآخرين، أن ينتظر حتى أغسطس الفائت، أي بعد شهر من بدء عرض الفيلم في دور السينما، حتى يتمكن من التحدث عن عمله. ويضيف مبتسما: «هكذا يحدث في موقع تصوير لكريستوفر نولان».
للوصول إلى الموقع، ينبغي عبور حواجز تعلوها علامة «منطقة محظورة». وبعد اجتياز بضعة كيلومترات على طريق ترابية، تطل المنازل الخشبية والمكاتب ونقاط الأمن التي بنيت خصوصا للفيلم، وتوجد حتى كنيسة صغيرة، وفي الخلفية ترتسم من بعيد الجبال الصحراوية.
ولاتزال لوس ألاموس الحقيقية التي تقع على بعد نحو ساعة بالسيارة، تضم مختبرا سريا للغاية، يعمل على ضمان الأمان في الأسلحة النووية الأميركية وعلى صيانتها. ولكن منذ عام 1945، أصبحت القرية الغامضة مدينة حديثة.