أقلعت مقاتلة روسية لاعتراض ثلاث طائرات حربية فرنسية كانت تقترب من حدودها فوق البحر الأسود، بحسب وزارة الدفاع الروسية، في حادثة ليست نادرة لكنها تأتي وسط توترات مع باريس.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنه «مع اقتراب المقاتلة الروسية، عادت الطائرات العسكرية الأجنبية ادراجها» مشيرة إلى أنهما طائرتان من طراز «رافال» وطائرة استطلاع تابعة للجيش الفرنسي.
وأضافت الوزارة أن «الطائرة الروسية عادت بسلام إلى المطار الذي اقلعت منه، ولم يحدث أي انتهاك لحدود الدولة الروسية».
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في براغ أمس حلفاء أوكرانيا إلى «ألا يكونوا جبناء» في مواجهة روسيا «التي لم يعد بالإمكان وقفها»، مؤكدا «تمسكه» بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن إمكانية إرسال قوات غربية إلى هذا البلد الذي يخوض حربا.
وقال الرئيس الفرنسي في بداية زيارته لتشيكيا «إذا شرحنا يوميا ما هي حدودنا» في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي «لا يقف عند أي حد والذي شن هذه الحرب، يمكنني أن أبلغكم بالفعل بأن روح الهزيمة تكمن هنا».
وأكد في مؤتمر صحافي «تمسكه الكامل» بـ «التحول الاستراتيجي الذي دعوت إليه»، معتبرا أن «الوضوح» في تصريحاته «هو ما كانت تحتاج إليه أوروبا».
ووافقه الرأي الرئيس التشيكي بيتر بافل الذي قال «أؤيد البحث عن خيارات جديدة بما في ذلك النقاش حول التواجد المحتمل في أوكرانيا».
لكن موقف الرئيس التشيكي يتناقض مع البلبلة التي أحدثتها تصريحات أدلى بها ماكرون في ختام مؤتمر دولي عقد في باريس في 26 فبراير حين تطرق إلى اعتماد «غموض استراتيجي» لكي يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي جهد لن يدخر لمنعه من «الانتصار في هذه الحرب».
وأوضح حينذاك أن إرسال عسكريين غربيين إلى أوكرانيا لا يمكن «استبعاده» في المستقبل، وإن أقر بعدم وجود «إجماع» على ذلك في الوقت الحاضر.
لكن من الولايات المتحدة إلى ألمانيا بما في ذلك الغالبية العظمى من الحلفاء الآخرين، نجح القادة في النأي بأنفسهم عن تصريحات الرئيس الفرنسي وتأكيد أن إرسال جنود على الأرض غير وارد، مما كشف عن انقسام المعسكر الغربي.
في براغ قال الرئيس الفرنسي «لا نريد تصعيدا، لم ننخرط يوما في حرب مشتركة».
لكنه اعتبر أن أوروبا تمر في الوقت الراهن في لحظة «من المناسب فيها ألا نكون جبناء»، فيما يبدو تحذيرا لحلفائه الغربيين.
وأضاف في كلمة وجهها للجالية الفرنسية «لا نريد أبدا أن نرى المآسي تحدث»، ولكن «سيتعين علينا أن نرقى إلى مستوى التاريخ والشجاعة التي يتطلبها الأمر».