تستاهل بلادي، ويستاهل صاحب السمو الأمير سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، هذي هي الكويت إذا غنت أطربت، وإذا أعطت أشبعت، وإذا انتخت فزعت، ما أحلاه من وطن، وما أجمله من شعب، مرت عليه المحن، فصبر واحتسب، وأسلم أمره لله، واعتصم بحبل الله، ولم يفرقه أحد، ابتدع ديموقراطيته بنفسه واختار قيادته بنفسه منذ 400 عام وحافظ عليها وأخلص لها قبل أن تعرف الديموقراطية، جعل من فقره غنى، رغم قربه من حضارات اربع غنية «الفارسية، والرافدين، والشام، ومصر» تمسك بتراب وطنه، وغدا يجلب مستلزمات الحياة من ماء وطعام وكساء، كما تغدو الطيور لتجلب أرزاقها وتعود لعشها، هكذا كانت «قصة وطن» صنعة رجال ونساء، بنوا دولة، ورسخوا أعراف وحطموا نظريات (بأن ماء الأنهار والخضرة تجذب البشر ثم تكون دولا)، إنها الكويت أرادها الله فأنشأها وصانها ورزقها من فضله، وجعلها سببا من أسباب رزقه للآخرين، فكان أهلها من عباد الله الصالحين الذين كانت دعوتهم «اللهم ارزقنا وارزق منا»، فلله الحمد والشكر على فضله ونعمته.
إنها «قصة وطن» بدأت بقصة وطن وأثمرت فرحة وطن، رغم أنه أوبريت غنائي أبدع القائمون على عرضه بهذا الشكل الفريد، إلا أن له تفاصيل جميلة لا بد من ذكرها، فمجرد فكرته يفوح منها عشق وحب الوطن، ووجود حبيبة الوطن الشيخة أمثال الأحمد، أعطى لهذا المشروع قوة وطاقة لما تملكه هذه السيدة من ذوق وحس فني وإدارة وطاقة تحفز من حولها بالعطاء «الله يرزقها الصحة والعافية».
كما أثبت الشعراء أنهم يتنافسون فيما بينهم بالتعبير عن حبهم لوطنهم بالإبداع الشعري والكلمات التي تلامس القلب والعاطفة، كما أظهرت نغمات الألحان عمق رغبة الملحنين والموسيقيين لتغليف هدية الوطن بإيقاعات وعزف وغناء يتمايل لها السامعون، ولا ننسى ما سر عيوننا من ألوان بهيجة تسر الناظرين من أزياء، ولوحات خلفية، وإضاءة، أما ما قامت به وزارة التربية ببناتها وأبنائها فنتحدث، نقول: نعم كان عملا جبارا استمتعنا به نحن المشاهدين لساعات معدودة، لكننا نقدر المجهود الكبير وراء ذلك، فالعمل الجماعي الاستعراضي وإدارته الفنية والذي استغرق شهورا لا تنسينا الأمانة والمسؤولية التي تحملوها انها أمانة بناتنا وأبنائنا وسلامتهم، فهذا جزء من العبء الجبار الذي حمله القائمون على هذا العمل، فقبلة شكر على رأس كل من عمل وشارك من قريب أو بعيد، ونهمس بإذن الشعب الكويتي ونقول له «هذي هي الكويت دائما متميزة بكل شيء»، فلاحظوا معي:
1- «قصة وطن» إنتاج كويتي %100 من الألف إلى الياء.
2- رغم أنه عمل مسرحي موسيقي وغنائي، لكنه راق تمت مراعاة الحشمة وأدب السلوك، من أزياء وحركات راقصة.
2- الاهتمام بالتراث والزي الوطني.
3- القصائد الشعرية وكأنها نابعة من قلب كل كويتي أصيل ففيها التراث وفيها الطابع الديني، من ذكر الله وشكره على نعمه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا فعلا على لسان كل كويتي.
وختاما أقول للشيخة أمثال: «حليتوا ريچنا» بـ «قصة وطن».
وأستأذن الشيخة أمثال الأحمد، التي تحملت عبء ومسؤولية هذا العمل الجبار أن تتكرم بحمل أسمى معاني الشكر والامتنان لها أولا ولكل من شارك بهذا العمل الجميل، الذي كان ختام المسك لاحتفالات الكويت بالعيد الوطني ويوم التحرير.
بالعز والفخر.. تحيا الكويت.
[email protected]