وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاقا بشأن الميزانية غداة المصادقة عليه في مجلس الشيوخ، لتجنيب البلاد شللا جزئيا للإدارة الفيدرالية.
وصادق أعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي على الحزمة البالغة قيمتها 467.5 مليار دولار، على الرغم من اعتراض جمهوريين عدة على بعض النفقات.
ويمكن الاتفاق الذي يغطي نصف القوانين الـ 12 التي يتعين إقرارها في العام 2024، مجموعة من الوكالات والوزارات من مواصلة العمل، على غرار الزراعة والتجارة والعدل والعلوم والبيئة والإسكان والنقل، وذلك حتى نهاية السنة المالية في 30 سبتمبر.
من دون الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ربع الساعة الأخير، كانت هذه الإدارات ستتوقف عن العمل في واقعة تطلق عليها في الولايات المتحدة تسمية «الإغلاق».
وتم ترحيل النصف الثاني من الميزانية والذي يتضمن موضوعات حساسة على غرار الجيش وأمن الحدود، إلى حزمة ثانية يتوقع أن تصل إلى مكتب الرئيس بحلول 22 مارس.
وفي سياق آخر، تبادل الرئيس الديموقراطي بايدن ودونالد ترامب منافسه الجمهوري المرجح في الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل، الانتقادات اللاذعة بشأن مسألتين رئيسيتين هما سن الرئيس الأميركي والهجرة.
وتوجه بايدن الذي يأمل في الاستفادة من الزخم الذي نجم عن خطابه عن حال الاتحاد الخميس، إلى أتلانتا (جنوب) عاصمة ولاية جورجيا في محاولة لكسب أصوات الناخبين المتحدرين من أصول أفريقية وإسبانية.
وهاجم مجددا الرئيس الجمهوري السابق، وقال بايدن أمام حشد كبير: «عندما يقول إنه يريد أن يصبح ديكتاتورا، فأنا أصدقه». وشدد الرئيس الأميركي على قوة الاقتصاد الأميركي ووعد باتخاذ إجراءات لخفض التكاليف في قطاعات عدة مثل السكن والصحة والتعليم.
وفي مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» بثت فجر أمس، أكد بايدن أنه يأسف لاستخدامه عبارة «غير قانوني» لوصف مهاجر فنزويلي قتل طالب تمريض الشهر الماضي في جورجيا.
وقال بايدن الذي تعرض لانتقادات من التقدميين وأعضاء حزبه لاستخدامه مصطلحات يلجأ إليها الجمهوريون عادة: «لم يكن ينبغي لي أن أستخدم عبارة غير قانوني.. بل لا يملك وثائق».
وتحدث ترامب الذي تعهد بشن حملة على الهجرة غير القانونية وجعلها أحد الخطوط الرئيسية في حملته، مطولا خلال تجمعه الموازي أمس الأول عن الطالب المقتول.
وقال أمام حشد من أنصاره في مدينة روم في جورجيا: «كان من الممكن أن يكون لاكين رايلي على قيد الحياة اليوم لو لم يفكك جو بايدن حدود الولايات المتحدة عمدا وبشكل خبيث».
وانتقد ترامب الرئيس بايدن لتراجعه عن استخدامه كلمة «غير قانوني» في وصف المشتبه به الفنزويلي في الجريمة. وقال ترامب: «يجب على بايدن أن يعتذر عن الاعتذار لهذا القاتل».
وأطلقت حملة بايدن إعلانا تلفزيونيا السبت تناول فيه الرئيس بشكل مباشر سنه المتقدم، وهي مسألة تشكل مصدر قلق كبير بين الناخبين. ويقول بايدن في الإعلان: «لست شابا وهذا ليس سرا.. لكنني أعرف كيف أحقق الأمور للشعب الأميركي».
ورد فريق ترامب بسرعة برسالة فيديو تبدأ ببيان بايدن تليه مقاطع للرئيس وهو يتعثر أو يسقط أو يبدو مرتبكا.
وكانت جورجيا منقسمة بشدة في انتخابات 2020 التي فاز فيها بايدن بفارق أقل من 12 ألف صوت لدرجة أن ترامب اتصل هاتفيا بمسؤول كبير في الولاية ليطلب منه «العثور» على بضعة آلاف من الأصوات الإضافية. ومن مشاكله القانونية الكثيرة، يواجه ترامب اتهامات جنائية في جورجيا بالسعي لإلغاء نتائج الانتخابات في هذه الولاية.
وتأتي حملة ترامب في جورجيا بعد أيام من فوزه شبه النهائي في الانتخابات التمهيدية لحزبه الجمهوري، مما أجبر آخر منافسيه نيكي هيلي على الانسحاب.
وتقدم بايدن على منافسيه لترشيح حزبه الديموقراطي.
وقالت حملته إنه يعتزم هو ونائبة الرئيس كامالا هاريس زيارة جميع الولايات التي تمثل ساحة معركة في الأسابيع المقبلة.
وكانت جورجيا لفترة طويلة جمهورية بلا منازع، لكنها أصبحت ساحة لمنافسة أكبر بين الحزبين.
وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترامب يتقدم بفارق كبير في معظم الولايات المتأرجحة التي قد تحدد نتيجة انتخابات نوفمبر.