أهل علينا شهر رمضان المبارك، وأهلنا في غزة لا يزالون في نفس المأساة، بل إنها تزداد سوءا مع طلعة كل صباح، فمن لم يستشهد منهم بالغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات الاحتلال، استشهد جراء الجوع الذي يفتك بالقطاع.
أهل علينا الشهر الفضيل شهر الخير والبركات فهل يستمر التجويع والقصف والموت الذي يحيط بهذا القطاع صغير المساحة من كل مكان؟ سؤال لابد من الإجابة عنه من قبل المجتمع الدولي، والعالم المتحضر الذي لا يزال يعيش حالة من الصمت المطبق.
الآن وقد دخلت هذه الأيام المباركات ليس لنا كــشعوب عربية وإسلامية إلا الدعاء لإخواننا في القطاع أن ينصرهم على هذا العدو الغاشم، المغتصب المحتل، الذي لا يرقب شيئا إلا ولا ذمـــة، فمـــن يقرأ تاريخ هذا الكــــيان، سيدرك على الفور أنه معروف بالغــــدر والخيانة، وأنه لا يعرف غير لغة القوة، وأن كلام قادته عن السلام أو الإنــسانية مجرد هراء، لأنهم لا يعــــرفون شـــيئا عن الســلام، أو الإنسانية.
كما أننا، ومن هذا المنبر الإعـــلامي نقول لإخواننا في قطــــاع غزة «اصبروا وصابروا» فإنما النصر صبر ساعة، وأن ما قدمتموه من تضحيات، سيذكره التاريخ بأسطر من نور، وأن الصبر دائما مفتاح الفرج، وأن من سنن الــله- عز وجل- التي لا تتبدل ولا تتغير الابتــــلاء حتى يعلم الصادق من الكاذب، أو ليميز الخبيث من الطـــيب، ومن يتأمل تاريخ البشر، وأحوال الأمم السابقة والحالية لا يكاد يرى أمة إلا وقد ابتلاها الله - عز وجل-، فالصبر يا أهل غزة..يا أهل العزة والكرامة.