نعيش هذه الأيام أجمل الشهور وأفضلها عند الله عز وجل، إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفيه الرحمة والتراحم، والخير والأمان، وفيه تشف المشاعر وتخشع القلوب إلى الله عز وجل، وتتجه الأيادي إلى العطاء، ومنح المحتاجين ما ينقصهم، وما يتزودون به في حياتهم.
وفي شهر رمضان، يجب علينا أن ننسى الإساءة، ونقابلها بالحسنة، وأن نعيش في نورانية وسلام، لأننا سنفتقد هذا الشهر الكريم طوال العام، ولن يأتي فيه إلا مرة واحدة، لذا يجـب أن نقابله بالإحسان، وننتهز فرصة حلوله علينا، بأعمال الخير والبركة.
كما يجب علينا أن نبتعد عن كل ما يغضب الله، وألا ننسى أعمالنا، بل يجب علينا أن نقوم بها بإتقان، ولا نقول إننا صائمون، حيث إن الصيام هو غذاء للروح، وليس تقاعسا لها، وطالما أن الروح تتغذى بالإيمان فإن الجسد سيكون أكثر نشاطا وحيوية.
كما يجب علينا أن نتذكر أهالينا في غزة، وغيرها من البلدان التي تتعرض للظلم والعدوان.
وبمناسبة هذه الأيام المضاءة بنور الله، أتمنى أن تكون نفحات وخيرات شهر رمضان، وبركاته، فرصة لنا جميعا كي نكون في أفضل حالاتنا، ونحن نختار من يمثلنا تحت قبة البرلمان، فلربما تكون هذه الفرصة هي التي تغير النفوس إلى الأفضل، كي يكون تفكير الناخبين متجها إلى المصلحة العامة ومصلحة الوطن، والشعب، مع الابتعاد التام عن المصالح الفانية، التي تدخل فيها عناصر الأنانية والقبلية والحزبية وغيرها.
إنه شهر رمضان بكرمه وأنواره.. بأيامه وليــاليه، بصــلواته وزكـــاته، وسلامه وطمأنينته، سيـــدخل القلوب إلى مشاعر الحب، والتفاني في طلب العلا والرفعة والتطور للوطن.
فالانتخابات البرلمانية، التي ستحل هذه الدورة في شهر رمضان، وربما في العشر الأواخر منه، كانت ترتيبا من عند الله، كي يذهب الناخبون إلى مقار الانتخابات وهم صائمون، أو بعد الإفطار المبارك، ليدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع، ويختارون للوطن أعضاء يمثلون الشعب بكل أطيافه.
فـــمن الحظ الحسن، أن هذا الشهر سيشهد انتخابات مجلس الأمة، والناس فيه صائمون يؤدون فرض الله عليهم، ومن ثم فإن قلوبهم ستكون أكثر نورانية وإيمانا، وسيكون الاختيار لأعضاء مجلس الأمة موفقا لما يحبه الله ويرضاه، وما ينفع وطننا الغالي الكويت.