بيروت ـ منصور شعبان
أجمعت كل التصريحات والبيانات الرسمية والسياسية في لبنان على أمل أن يشكل حلول شهر رمضان المبارك فرصة للنهوض من الانهيار والدعوة إلى الله تعالى بان يخرجه من المحن والأزمات، وأن يبعد عنه شبح الحرب، وليكن صيامه «المتزامن مع الصوم الكبير لدى المسيحيين مكرسا لتجنيب لبنان وأطفاله المصير الأسود الذي يعيشه أهل غزة»، كما جاء في بيان للرئيس الأسبق للجمهورية ميشال سليمان.
وكتب سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري عبر منصة X «ما أفسدته شهور العام في أرواحنا المثقلة تصلحه أيام رمضان».
وعلى الرغم من كل الاتصالات واللقاءات الدولية التي بذلت لتحقيق «هدنة رمضانية» تقي غزة وجنوب لبنان شر استمرار القتال، ولم يسكت المدفع أو تتوقف المقاتلات الحربية والمسيرات الإسرائيلية عن الغارات التي تجابه برد على الأرض من حزب الله.
لكن جديد تلك الردود تسجيل دخول «الجماعة الإسلامية» على الخط قاصفة بصواريخ «كورنيت» أهدافا نوعية لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي سارع بالإغارة، عبر مسيرة، قتلت العناصر الثلاثة المهاجمين، بعد رصدهم، ونعتهم «الجماعة الإسلامية في لبنان ـ قوات الفجر».
دخول «الجماعة الإسلامية» على خط المواجهة في الجنوب بثلاثة «قادة» من جناحها العسكري «قوات الفجر» يلاقي «حركة أمل» التي سقط لها عدد من رجالها، إلى جانب إمساك حزب الله بالميدان، رغم تأكيد المسؤولين، في أكثر من مناسبة، التزام لبنان شروط الهدنة مع إسرائيل وتطبيق القرار 1701.
وإلى جانب ذلك، يتم التداول ببدء العمل في إزالة كاميرات المراقبة التابعة للمحال التجارية والمؤسسات في الضاحية، وفصلها عن شبكة الإنترنت، وتتم الخطوة بإشراف محلي ميداني، وفقا لاستمارات تتضمن معلومات عن الكاميرات المنزوعة، وذلك ضمن الحرب التكنولوجية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023.
وفي توجه جديد، أطلقت مسيرة اسرائيلية مناشير فوق منطقة الوزاني، كتب فيها: «يا ابن الجنوب حزب الله يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، وعم بيدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام».
وأعلن حزب الله، في سلسلة بيانات، عن استهدافه لمواقع وتجمعات معادية، في حين تتواصل التهديدات الإسرائيلية للبنان الذي يستعد لاستقبال عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية، بغياب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام للمؤسسات الدستورية حيث لم تتخط المساعي المبذولة محليا وخارجيا، مداها المفتوح مع «المجموعة الخماسية الإقليمية ـ الدولية»، فيما تحاول باريس المحافظة على خصوصية علاقتها مع لبنان، عبر لقاءات واتصالات آخرها المحادثة الهاتفية التي بادر إليها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان متناولا آخر المستجدات «الرئاسية» مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب الدعوة الدائمة للحوار من اجل التوافق بين الجميع بشأن ضرورة إعادة فتح أبواب قصر بعبدا.
ومع كثرة التوقعات المتأرجحة بين المتفائلة والمتشائمة باقتراب حل أزمة الاستحقاق الرئاسي، بنية عدم ربطه بإنهاء الحرب على غزة، والتشجيع على بت الطروحات النيابية المتداولة غير البعيدة عما يفكر به الرئيس بري و«الخماسية»، تبقى دعوات المراجع بكل مستوياتهم، عاملا ضاغطا في هذا الاتجاه، والخوف ليس من عدم انتخاب رئيس بقدر ما هو اختلاف في الرؤية إزاء المكانة الدولية للبنان ودوره الإقليمي والعلاقة مع محيطه تحديدا.
من جهته، قال النائب هاني قبيسي، عضو كتلة «التنمية والتحرير»، «فلنتحاور ونلتقي ونرفض الطائفية ونبحث عن مصالح الوطن، فنوحد موقفنا معارضة وموالاة. ما يقدمه لبنان اليوم يأتي من خلال مقاومته التي تدافع عن كرامته وسيادته ووحدته، هذه المقاومة التي لا تحتاج منا على صعيد لبنان سوى كلمة حق، كلمة تجمع ولا تفرق فنحن بحاجة إلى موقف واحد موحد في مواجهة العدو الذي يرتكب المجازر على حدودنا مع فلسطين المحتلة وآخرها المجزرة التي ارتكبها في خربة سلم وذهب ضحيتها أربعة شهداء من عائلة واحدة».
وسأل النائب السابق كريم الراسي، في بيان، «ماذا تنتظر المرجعيات السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية؟ ألا يكفي الشغور والشلل في المؤسسات والإدارات وفي قطاعات الدولة؟ على ماذا يراهن البعض ولماذا ننتظر الإيحاءات والدعوات من الخارج؟».
واعتبر أن أي «مبادرة تحرك الجمود الرئاسي مشكورة، ولكن على من يعنيهم الأمر ان يضعوا هذا الأمر في أولى اهتماماتهم وكفى مماطلة وهروبا».
أما النائب السابق د.نبيل نقولا فوجه رسالة مفتوحة إلى قادة وزعماء ونواب لبنان سألهم فيها «هل تعلمون أن معاش النازح هو أعلى بكثير من معاش اللبناني وأعلى ممن يحميكن؟ هل تعلمون أن زوجة الشهيد في الجيش والقوى الأمنية محطمة وتعيش بالذل في لبنان؟ أما زوجة شهيد في حزب ترفع رأسها وتفتخر وتعيش برفاهية؟».