الحجامة في نهار رمضان
هل يجوز أن أعمل الحجامة في نهار رمضان. أحد العلماء قال لي ان هذا يفطر بناء على حديث ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هذا صحيح؟
٭ الحديث المقصود هنا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم» (أخرجه أبو داود (2/770) من حديث ثوبان، وذكر الزيلعي في نصب الراية (2/472) أن الترمذي نقل عن البخاري تصحيحه. وجمهور الفقهاء على أن هذا الحديث منسوخ بحديث: «احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم» أخرجه البخاري (الفتح 10/149 - ط السلفية) من حديث ابن عباس. واتجه كثير من الفقهاء الى التفصيل فقالوا: إن الحجامة جائزة للصائم إذا كانت لا تضعفه، ومكروهة إذا أثرت فيه وأضعفته. ومثل الحجامة سحب الدم من الوريد بكمية قد تضعف بعض الناس لضعف البنية فيكون مكروها، ومن لا تضعفه فلا بأس به.
بلع الريق
سمعت من يقول إن بلع الريق إذا جمعه الصائم في فمه ثم بلعه فإنه يفطر ويفسد صومه، وهل حكم البلغم كذلك؟
٭ الأصل أن بلع الريق في الحالات العادية أولا بأول أمر عادي طبيعي، لا شك أنه لا يفسد الصوم، لأن القول بأنه يفسد الصوم أمر فيه حرج ومشقة، وديننا لا يكلفنا بما فيه مشقة. لكن بالنسبة لسؤال السائل عن أنه يجمع ريقه في فمه ثم يبتلعه هنا الأمر ليس طبيعيا، وفيه شيء من تكلف عمل معين. وقد قال الفقهاء: ان هذا العمل لا يؤدي إلى إفساد الصوم، لكنه مكروه، فينبغي عدم فعله، لكن إذا ابتلع الصائم ريق غيره، فإن صومه يبطل بإجماع الفقهاء وعليه الكفارة، وكذلك إذا اخرج الريق من فم الصائم، وانفصل عنه وابتلعه، فإن ذلك يفطره. وبالنسبة للنخامة إذا خرجت من الصائم، وكذلك البلغم إذا خرج من صدر الصائم ووصل فمه، فالواجب هنا ان يخرج النخامة والبلغم، وإذا بلعه فإن للفقهاء رأيين هنا، رأي يقول بأنه يفسد صومه، ورأي يقول بعدم فساد صومه.