لا شك أن «الرشوة» تنتشر انتشارا خطيرا في الكثير من المجتمعات وبمختلف الأوقات والظروف. والراشي هو إنسان ضعيف الإيمان سقط في مستنقع خطر شيطاني قد لا يستطيع الخروج منه.
وتعريف الرشوة هي: كل ما يدفع ليبتاع به من ذي جاه عونا على ما لا يحل (الفتح 221/5)، فالرشوة إذن كل ما يدفعه المرء ليتوصل إلى ما لا يحل له.
وتحريم الرشوة له دلائل في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة،
فقد قال الله تعالى (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) البقرة/ 188،
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) النساء - 29.
كما أن هناك دلائل أخرى على تحريم الرشوة في السنة النبوية، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي» - الترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «السحت أن يقضي الرجل لأخيه حاجة فيهدي إليه هدية فيقبلها». الجامع لأحكام القرآن 6/ 183.
ونتطرق إلى تعريف «الراشي والمرتشي والرائش» على النحو التالي:
الراشي: هو من يعطي الذي يعينه على الباطل.
المرتشي: الآخذ.
الرائش: الذي يسعى بينهما ليستزيد لهذا وينتقص لهذا.
وليعلم الجميع أن الراشي والمرتشي ملعونان، وأن الساعي بينهما ملعون أيضا، وهي المال الحرام الذي توعد الرسول صلى الله عليه وسلم آكله «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به».
فالرشوة إذن ظلم واعتداء على حقوق الناس وإهانة للضعفاء من الناس، والرشوة ليست من أخلاق المسلم، بل هي كما جاء في القرآن الكريم: عن أخلاق اليهود، كما قال تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت). سورة المائدة: 42.
فالقــلق النفسي والاضطراب الحسي الذي يعيشه المرتشي والراشي عقاب وجزاء دنيوي، فقد حرم العلماء والتابعون الرشوة بجميع أشكالها وصورها.
وآخر المطاف أن الرشوة من أعظم الذنوب بل هي من أكبر الكبائر، ولها أضرار بالدنيا، فهي تدمر الفرد والمجتمع وتفشي فيه الفساد وتبعد أفراده عن الله، فيتيهون في هذه الحياة الصاخبة ويتخبطون كما يتخبط الشيطان الرجيم.
أخيرا، أتمنى لك أخي المسلم أن يبعد الله عنك ما حرمه الله ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، لتعيش سعيدا في دنياك وتنال رضا الله تعالى، ولتفتح لك أبواب الجنة في الآخرة، وأن تكون فردا صالحا في وطنك العزيز، فالكويت ليست للبيع والشراء.
حـــفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه تحت ظل قيادة صــاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.