بينما نبحر في موجة التقدم الرقمي المتسارع، تتبدى المعاملات المالية بصورة أكثر فاعلية وسلاسة مقارنة بالماضي ولكن، لابد من التنبه إلى أن هذه السهولة قد تحمل في طياتها تحديات أمنية جسيمة، قد يجد الأشخاص ذوو النوايا الطيبة أنفسهم، دون قصد، متورطين في شباك الاحتيال المالي، خاصة عند إرسال الأموال إلى حسابات مجهولة، يستغل محتالو الإنترنت، خصوصا على منصات كـ «إنستغرام»، المناسبات الخاصة لاصطياد ضحاياهم. وتمثل عملية استرجاع الأموال معضلة كبرى للضحايا، نظرا للعقبات القانونية والفنية المرتبطة بتتبع الجناة ومساءلتهم، قد يكتشف البعض أنهم، برغم نياتهم الحسنة، قد انخرطوا في تمويل نشاطات مشبوهة كالإرهاب دون علمهم، ما قد يجرهم إلى ساحات القضاء.
وتشمل أمثلة الاحتيال عمليات بيع تذاكر وهمية لفعاليات مثل «هلا فبراير»، إعلانات لمنتجات رمضانية مزيفة كـ«دراريع رمضان»، أو مستلزمات للعيد تختفي بعد إتمام الدفع. في جميع هذه الحالات، تظهر العروض مغرية ولكنها تنتهي بالاحتيال على المشترين.
للوقاية من هذه المخاطر، من المستحسن التأكد من مصداقية الحسابات قبل إجراء أي عملية شرائية، استعمال طرق دفع تقدم ضمانات للمستهلك، الابتعاد عن العروض الخيالية، التواصل المباشر مع البائعين، والتعامل عبر المنصات الموثوقة. أهمية الإبلاغ عن النشاطات المشبوهة لا تقل عن أهمية الحفاظ على البيانات الشخصية والمالية بأمان.
من خلال مراعاة هذه الإرشادات، يمكن تقليص احتمالية الوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني.
كما أن الحذر والتدقيق ضروريان عند التعامل مع العروض الرقمية، مع التأكد دوما من المصداقية والأمان قبل التحويل المالي، ومن خلال رفع مستوى الوعي واليقظة، يمكننا التمتع بفوائد التكنولوجيا دون التعرض لمخاطرها.