قال الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء (أي وقاية)».
انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر غـــريبة عن المجتمع الكويتي، وسنتناول بعضا منها بالبحث والدراسة، حيث لا يتسع المجـــال لسد جميع هذه الظواهر، ولا شك أن الشباب هم الوقود للمجتـــمع وهم الحاضر والمستقبل والســـواعد التي قد تبني أو قد تهــدم المجتمع، فلا يتعافى أي المجتمع إلا بالشباب، ومن هذا المنطلق جاء عنوان المقال «الشباب وبناء الوطن».
لا نتحدث عن الجميع، فهناك شباب واع وصاحب دين وخلق، منهم من يرفع راية الوطن، ومنهم من يخدم الوطن في مجالات عديدة، ومنهم من كان سببا في تقدم الوطن داخليا وخارجيا، فبارك الله فيهم جميعا. أما عن بعض السلبيات لدى عدد من الشباب وأسباب ظهور بعض الظواهر السلبية في المجتمع، فلا شك أن التطور الذي شهده العالم وبرامج التواصل الاجتماعي بشكل عام قد أحدثا تغييرات كثيرة في سلوكيات الناس سواء الرجال أو النساء وكذلك الأطفال وكبار السن، فهذا التطور له ضريبة يدفعها المجتمع ويتأثر بها الشباب قبل غيرهم.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن بعض الشباب يتأثر بما يراه في «السوشيال ميديا» وغيرها من البرامج التي أصبحت في متناول الجميع. وإذا تحدثنا عن أسباب انحراف بعض الشباب والانخراط في سلك الجريمة وغياهب السجون والعزوف عن الزواج، فإن من الأسباب الجوهرية الفراغ ووفرة المال، فقد من الله على الكويت بالمال الوفير، وهذا بلا شك سلاح ذو حدين قد يستغله البعض كوسيلة للانحراف غير المشروع، كما أن الفراغ سواء في مجال العمل مثل كثرة الاستئذانات والإجازات والخروج أثناء العمل والعودة من أجل البصمة فقط وغيرها، وهذا بلا شك يمثل سببا مهما في الانحراف لدى البعض وطريقا إلى الجريمة بالفراغ القاتل وإذا لم تستغله فيما ينفع كالاستغفار وقراءة القرآن الكريم وفي تنمية الهوايات والعمل في مجالات الخير، مما يؤدي إلى بناء وتطوير الوطن فما ينفع الناس يمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاء. وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الفراغ والصحة».
لذا يا معشر الشباب توخوا الحذر فهناك رب يسمع ويرى، وهناك رقيبان يسجلان الخير والشر، وهناك العقاب والثواب في الدنيا والآخرة، والله الموفق لكم. كونوا بناة للوطن ولا تسلكوا طريق الجريمة والخطأ، وكونوا أسوة إيجابية.
وكما ذكرنا في بداية المقال من إيجابيات الشباب النافع الخلوق للوطن انهم عز الوطن وقوته وعليهم يكون عبء بنائه والحفاظ عليه شامخا عزيزا.
في الختام.. نتمنى أن يكون لجميع شباب الكويت دور فعال في بناء الوطن.