قبل 3 سنوات كتبتُ مقالاً بعنوان «لا تغتالوا رمضان»، ودعوت في جزء منه الفنانين وغيرهم إلى أن يقدموا للمشاهد ما ينفع، لكن للأسف الشديد:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي!
وهذه حال من يدّعي «الفن»، فالذي يطلقون عليه «الفن» من المفترض أن يكون رسالة وليس جمع أموال أو تخريب صورة مجتمع محافِظ، كالمجتمع الكويتي بكل أطيافه، فإن ما يعرض من أعمال تُنسب لدولتنا الكويت الدولة التي تنتهج المنهج المحافظ على الأخلاق، رسمياً وشعبياً، لا يكفي فقط طلب وزارة الإعلام، مشكورة، بإيقافه فقط، وإنما يتطلب من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون عدم التصريح لأي مسلسل أو عمل فني «يشوّه» صورة المجتمعات الخليجية، وتقديم المنتجين وكل مَن يقوم بعرض هذه المسلسلات والمشاركين فيها للمساءلة القانونية.
ما المقصود من تشويه صورة بلادنا ببعض هذه المسلسلات؟! لا نستبعد إظهار المجتمع الكويتي ذي الأيادي البيضاء والمواقف السياسية الصلبة تجاه القضايا العربية وخاصة الحرب الصهيونية الهمجية على غزة العزة بهذه الصورة المخلة اجتماعياً، وإيصال رسالة بأن المجتمع الكويتي يعاني من مشكلات اجتماعية خطيرة.
في الحقيقة، نحن مجتمع مثل كل المجتمعات العربية، لدينا العديد من المشكلات، لكن ليس لدينا مثل تلك الظواهر التي يعرضها بعض مدعي الفن، وأغلب هؤلاء المدعين يرون صورة مجتمعهم الذي يعيشون فيه، فالحمد لله نحن مجتمع طيب ونخاف الله تعالى.
وزارة الإعلام من جانبها اتخذت إجراءاتها الهادفة إلى منع تشويه صورة المجتمع الكويتي، ومعاقبة المسيئين من الظهور على القنوات الكويتية، كذلك يجب على الهيئة العامة للاتصالات، لا أقول: حجب المنصات التي تعرض هذه المسلسلات، بل فرض عقوبات عليها.
ويجــب على الكويتيين مقاطعة هذه المسلسلات، والقنوات التي تعرضها في الشرق الأوسط عليها أن تعرض المسلسلات المفيدة التي تُظهر الجانب المشرق للكويت، مثل ما تعرض لباقي دول الخليج، والكويت كانت ولاتزال الرائدة في العمل الفني الهادف.