دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي للاحتفال في الحادي والعشرين من مارس من كل عام ليكون يوما دوليا للقضاء على التمييز العنصري ومضاعفة الجهود من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لمواجهة التصاعد المقلق في كره الأجانب والعنصرية والتعصب وبهدف تعزيز ثقافة عالمية تقوم على التسامح والمساواة ومكافحة التمييز.
ففي ذلك اليوم من عام 1960 وقعت مذبحة «شاريفيل»، حيث أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في تظاهرة سلمية احتجاجا على قوانين الاجتياز في بلدية «شاريفيل» بجنوب أفريقيا وكانت قوانين الاجتياز قد فرضت من قبل نظام الفصل العنصري في البلاد، ومن أجل ذلك دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مضاعفة الجهود لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري، وبعد ذلك ألغيت القوانين والممارسات العنصرية في بلدان عديدة.
وصرحت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي بمناسبة هذا اليوم أن هذا العام هو عام الرياضة بمناسبة اقتراب دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، التي ستستضيفها مدينة باريس وتمثل مناسبة للاحتفاء بالتآخي والفرح وروح المشاركة.
ولكن ما زال انتشار العبارات والتصرفات العنصرية يعكر صفو الكثير من الفعاليات الرياضية، فقد أفاد ما يزيد على 50% من المشجعين في رياضة كرة القدم وحدها بأنهم شاهدوا سلوكا كهذا خلال بعض المباريات، وما زال التمييز العنصري منتشرا في كل مكان سواء داخل الملاعب أو خارجها بصورة دائمة ومتأصلة.
وتدعو «اليونسكو» إلى بذل الجهود بصورة جماعية لضمان احترام الكرامة الإنسانية للجميع وهذا ما يتطلب الإصغاء إلى المتضررين من التمييز العنصري والذين يكافحونه.
وقد دأبت «اليونسكو» في عقد سلسلة حلقات التدارس مع الخبراء بشأن مناهضة العنصرية والتمييز منذ عام 2019 في مقر اليونسكو، ويعقد «المنتدى العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز» كل عام اعترافا بأهمية إيجاد حيز للحوار وتبادل الأفكار والآراء لاستحداث حلول مشتركة للتصدي للتمييز العنصري منذ عام 2020، ويعد هذا المنتدى ملتقى للجهات الفاعلة من المجتمع المدني والمؤسسات السياسية، حيث تجري مناقشة السبل الكفيلة بالقيام معا ببناء مجتمعات أكثر شمولا.
ومع أنه يجب مكافحة التمييز العنصري بنظرة استشرافية إلى المستقبل، فإنها تتطلب النظر إلى الماضي من أجل الوقوف على التطور التاريخي لقوى التعصب والجهل التي تقوض مجتمعاتنا، ولا مجال للقضاء نهائيا على التمييز العنصري إلا ببذل جهود حثيثة في مجال التربية والتعليم وإعداد المناهج الدراسية بطريقة تقضي على العنصرية والتمييز، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بالعمل الجماعي لتحقيق المساواة والاحترام للآخرين دون أي تمييز أو عنصرية.