بيروت - منصور شعبان - خلدون قواص
حتى الآن ليس من بوادر توحي باقتراب انتهاء المرتفع الحربي العالي الخطورة الضارب في عمق مستقبل لبنان، في ظل استمرار جهود التوصل إلى اتفاق هدنة تريح غزة وجبهة الجنوب، وبالتالي استمرار المواجهات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بالتحليق الدائم لطائراته ليل نهار، وإطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق والاستطلاع الجوي لقرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا إلى نهر الليطاني، إضافة إلى الغارات التدميرية، واشتعال النار في الأشجار المعمرة مركزا على بلدة يارين، وما ينتج عن ذلك من تلويث للهواء، يسببه القصف ودخانه، ما يؤدي إلى طفح جلدي وضيق في التنفس والاختناق.
هذا الواقع على الأرض جعل الناس في قلق دائم من أحداث الجنوب الطاغية في شهر رمضان المبارك بلا هدنة تحققت، وظل بال اللبنانيين مشغولا بمآل الاتصالات المحلية واللقاءات، الجانبية والعامة، وآخرها الاجتماع التقييمي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب للأجواء التي نقلها إلى بيروت، الموفدون الأجانب والتي تركز على أهمية تحقيق الهدنة وضرورة التوافق بشأن انتخاب رئيس للبنان، يتولى إدارة دفة البلد.
واستشعر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان خطورة الوضع، منبها من انه اذا استمر لبنان بدون رئيس للجمهورية، فهذا نذير ببداية تفككه وفقدان كيانه.
وقال دريان، خلال حفل إفطار لـ «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» أمس الأول إن عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة، ومساعدة الأشقاء والأصدقاء، أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟
ودعا «لتتضافر جهود كل القوى السياسية، وتسير في الطريق الذي يوصل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة، سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر».
ومن دار الفتوى، أكد عضو «كتلة اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله، عقب لقائه المفتي دريان أن الجو الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية غير جاهز بعد للتسوية والجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية حتى الآن في هذا الإطار لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق مازال مرحلا.
وقال: الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي يدعمان خط الاعتدال الذي تمثله دار الفتوى لإيجاد حلول توافقية تنقذ هذا البلد خاصة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تجري في فلسطين والحرب القائمة على جنوب لبنان».
بالعودة إلى اليوميات الميدانية، قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة يارون، كما استهدفت بلدة العديسة بغارة معادية.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة وهمية فوق النبطية خارقا جدار الصوت في أجواء منطقتها وإقليم التفاح وعلى علو منخفض محدثا دويا قويا. وكذلك حلق على علو منخفض جدا فوق مدينة صيدا.
وفي السياق، لفت ما نشرته صحيفة «الأخبار» عن القبض على عميلين مهندسي اتصالات توليا نسخ الطرقات وشبكة الإنترنت ومسح موقع اغتيال نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من يناير الماضي، قبل أسبوعين من العملية، وأفادت بأن عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب ارتابوا بسيارة كانت تجوب محيط مقر رئيس المجلس في عين التينة في بيروت. بعد توقيف السيارة وسائقها، عثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطور» وعلى هواتف تضمنت عشرات الفيديوهات بما يشبه مسحا شاملا للمنطقة.