عواصم ـ خديجة حمودة ووكالات
بحث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جدة، التطورات في قطاع غزة، في مستهل جولة يقوم بها الوزير الأميركي قادته إلى القاهرة أيضا، ثم إلى إسرائيل.
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» انه جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطه، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية ناقش مع نظيره الأميركي الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية، وأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء في بيان للوزارة أن الوزيرين بحثا بذل كل الجهود لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحة إلى غزة.
كما ذكرت «الخارجية الأميركية» في بيان أن بلينكن أكد على «أهمية التنسيق عن كثب مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن إيجاد حل للصراع في غزة والتجهيز لمرحلة ما بعد الصراع».
وأكد الوزير الأميركي على «التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام المستدام من خلال تأسيس دولة فلسطينية مستقلة مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل»، مضيفا أن الجانبين ناقشا أيضا أهمية إنهاء الصراع في كل من السودان واليمن.
حلّ الدولتين
ومن جدة توجه بلينكن إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له أمس، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار د.أحمد فهمي بأن وزير الخارجية الأميركي نقل للرئيس تحيات الرئيس الأميركي جو بايدن وتقديره لدور مصر الراسخ في إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وهو ما ثمنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيدا بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين واستمرار التشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، حيث تم استعراض آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وقد شدد السيسي في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيرا إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء، ومحذرا من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح، كما شدد الرئيس المصري على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكدا ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أشاد الوزير الأميركي بالجهود المصرية للدفع تجاه التهدئة، مؤكدا حرص الولايات المتحدة، على التنسيق والتشاور بهدف استعادة الاستقرار والأمن بالمنطقة، وقد توافق الجانبان على أهمية استمرار الجهود المشتركة في هذا الصدد، وضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأي شكل أو صورة.
وقف إطلاق نار فوري
وكان بلينكن أعلن أن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن» في قطاع غزة.
وقال بلينكن لقناة «الحدث» خلال زيارته إلى المملكة لبحث جهود التهدئة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة: «قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، ونأمل بشدة أن يلقى دعما من الدول». وووفق مصادر ديبلوماسية، كانت فرص إقرار المشروع ضئيلة، وتم توزيع صيغة حديدة على أعضاء مجلس الأمن الأربعاء.
وتتحدث الصيغة المعدلة التي اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها، عن «الحاجة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من كل الأطراف، إتاحة إيصال المساعدة الإنسانية الأساسية، وتخفيف المعاناة الإنسانية، ووصولا إلى ذلك، يدعم بشكل قاطع الجهود الديبلوماسية الدولية الجارية لتحقيق وقف إطلاق نار كهذا على صلة بالإفراج عن كل الرهائن المتبقين».
وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المشروع «سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي».
وأوضح بلينكن «بالطبع نقف إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها... لكن في الوقت عينه، من الضروري أن نركز على المدنيين الذين يتعرضون للأذى ويعانون بشكل مروع، ونجعل منهم أولوية لنا»، مؤكدا ضرورة «حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم».
هجوم مستمر على مجمع الشفاء
وتأتي جولة الوزير الأميركي في وقت تستضيف قطر مباحثات يقودها الوسطاء واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف التوصل إلى هدنة في غزة تبادل الأسرى والمحتجزين، وإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث يواجه غالبية السكان خطر المجاعة.
وكانت حماس أعلنت أنها أبدت مرونة بشأن موقفها من المفاوضات ووقف اطلاق النار لكنها قالت انها تلقت ردا «سلبيا بشكل عام» من إسرائيل على اقتراحها القائم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع مقابل الافراج عن رهائن ومعتقلين.
وفي المقابل، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن مؤشرات صفقة التبادل ليست جيدة، لكنه أمل أن تشهد تحولا، وفق تعبيره. ووصف المسؤول الإسرائيلي مفاوضات التبادل بـ«المعقدة والصعبة»، مشيرا إلى أنه لا يزال يمكن التوصل إلى صفقة، بحسب ما نقلت قناة الجزيرة.
ميدانيا، ولليوم الرابع واصلت اسرائيل هجومها على مجمع مستشفى الشفاء، حيث اعترفت بقتل 140 فلسطينيا زعمت انهم مقاتلون. وقالت مصادر صحافية فلسطينية إن الاحتلال أحرق العديد من المباني المحيطة بمجمع الشفاء الطبي وفخخ عددا آخر. وأضافت أنه تم إجلاء عشرات المرضى من بعض المباني، إلا أن بعض الحالات الصعبة وكبار السن لم يتم إجلاؤهم.
ونقلت «الجزيرة» أن المدفعية الإسرائيلية لم تتوقف عن القصف في محيط المستشفى أمس، بعد نسف أحد أكبر المباني في مجمع الشفاء.
إلى ذلك، دعا وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت إلى التفكير في «بدائل» للهجوم البري على رفح.
وقال السكرتير الصحافي للپنتاغون بات رايدر في بيان صحافي ان الوزيرين ناقشا في اتصال هاتفي مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقفا مؤقتا لإطلاق النار.