- د. عبدالحميدالبلالي: الشعور النفسي بالطمأنينة المصاحب للإيمان بالله له علاقة قوية بمقاومة الأمراض
- د. كوثر الياقوت: الصوم من أقوى مضادات الاكتئاب والاضطرابات النفسية ورواسب العادات الغذائية الخاطئة
ليلي الشافعي
يرى المتخصصون أن قدوم شهر رمضان فرصة جيدة، وموسم مهم يساعدنا في مواجهة كثير من المشكلات النفسية وعلاج الإدمان والاكتئاب، حول هذه القضية نتعرف على آراء المتخصصين.
أكد رئيس جمعية بشائر الخير الشيخ د.عبدالحميد البلالي أن الدراسات أثبتت ان الصيام يعالج الإدمان ويعالج الأمراض النفسية.
وقال هذا ما لمسناه ونحن بالجمعية نتبع العلاج بالإيمان عن طريق أداء الفرائض والنوافل والذهاب لأداء العمرة والصيام مما كان له التأثير الواضح في تعديل سلوك المدمنين بعد صيامهم، حيث وجدنا كثيرا من المدمنين يزداد ثباتهم على طريق الإيمان بعد انقضاء شهر رمضان بسبب تأثير الصيام في ثباتهم على الإقلاع، مشيرا الى ان مدمن المخدرات يقع تحت أسر الشيطان الذي يزين له تعاطي المخدرات ويغريه باللذة الناتجة عن التعاطي والنشوة التي تنسيه هموم الدنيا وتقنعه بصعوبة ترك المخدر الذي أصبح جزءا رئيسيا من حياته، وعندما يصوم المدمن أو تارك المخدرات الجديد فإنه يشعر بقدرته على الصمود والتصدي لمحاولات الشيطان ويشعر بالقوة والقدرة على ترك المخدر ويعينه الصوم على الابتعاد عن المخدرات ويشعره بلذة النصر على وساوس الشيطان. وبين د.البلالي أن المدمن إذا استطاع مقاومة الرغبات من الفجر الى ساعة الغروب يعطيه دافعا قويا بإمكانية الإقلاع، وتُفضح أمامه ألاعيب إبليس بعدم القدرة على ترك المخدر. مؤكدا أن شعور النفس بالطمأنينة المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلي الذي يقوم بدور حاسم في مقاومة المرض، فالصيام وذكر الله في نهار رمضان والتقرب الى الله بالعبادات في شهر رمضان المبارك ينعكس على الصحة النفسية للمدمنين خاصة المتعافين من الإدمان تكون لديهم قدرة كبيرة على التخلص نهائيا من آثاره، ويكون حافزا قويا على تمام شفائهم.
من جهتهــــا، أكــــدت الاستشارية النفسية د.كوثر الياقوت ان الصوم يعتبر من أقوى مضادات الاكتئاب والاضطرابات النفسية لأنه يعمل على تنظيم الجهاز النفسي وتصفيته، فمن خلال الصيام يستطيع الجسم اول عشرة أيام ان يتهيأ لنظام صحي وفسيولوجي يخفف من حدة الضغوط والتوتر التي قد تؤثر عليه ثم تأتي عشرة أيام المنتصف يبدأ الجسم بتخلص من رواسب جميع العادات الغذائية الخاطئة قبل الصيام والتزامه بقواعد الصيام من خلال اجتناب المحرمات والتقرب الى الله، وهذا الشيء يقوي جهازه النفسي والعصبي ويولد لديه صلابة نفسية وقوية في التغلب على أي اضطراب نفسي، ثم تأتي آخر عشرة من رمضان الذي يكون فيه الجسم قد اعتاد النظام الصحي والهدوء النفسي بعد ممارسته للطاعات والمحافظة على الصلاة وصلة الأرحام وجميع أعمال الخير فيتكون لديه نظام نفسي متزن قائم على الاستقرار والأمان.
التركيز الذهني
وأضافت د. الياقوت، ووفقا لدراسة أجراها علماء أميركيون، فإن التركيز الذهني الذي يتحقق خلال شهر رمضان يزيد من مستوى عامل التغذية العصبية المشتق من الدفاع والذي يجعل الجسم ينتج المزيد من خلايا الدفاع وبالتالي تحسين وظائف المخ، ويعزز صفاء الذهن ويقلل من التوتر. لافتة الى ان للصوم فوائد نفسية عدة مثبتة فهو يعد حافزاً للتحمل ومواجهة الضغوط مما يؤدي الى تحسن الصحة النفسية، مشيرة الى ان صلاة التراويح بجانب المصلين تبعد المريض عن عزلته ويبدأ نوعا من التفاؤل والأمل مما يجعله يفكر بشكل إيجابي.