بعد أكثر من عام على زلزال فبراير الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا العام الماضي، لاتزال تداعياته ماثلة في شمال غرب سورية، حيث حرم أصحاب أراض زراعية متاخمة لمجرى نهر العاصي في ريف إدلب من مواسمهم السنوية بشكل كامل. ولاتزال تلك الأراضي الزراعية خارجة عن الخدمة تماما، وسط غياب أي مشروع من شأنه استصلاح الأراضي المتضررة، والتي تقدر مساحتها بأكثر من 20 ألف دونم من السلة الغذائية لإدلب.
وبحسب تقرير لموقع تلفزيون «سوريا»، رصد الأوضاع على ضفاف نهر العاصي بدءا من قرى جسر الشغور غربي إدلب إلى قرى سلقين شمالها، فإن العديد من المزارعين لايزالون يجدون صعوبات في الوصول إلى أراضيهم الزراعية، ومنهم من يستحيل عليه ذلك ويتخوف الاقتراب منها، نتيجة الشقوق التي تسبب فيها الزلزال.
ونتج عن الزلزال المدمر حدوث تشققات في الأراضي الحدودية مع تركيا، وفق الجيوفيزيائي علي الشاهر، الذي يشغل رئيس لجنة الجيولوجيين والجيوفيزيائيين السوريين، وأوضح لموقع تلفزيون «سوريا»، أن عمق الشقوق تراوح بين 2 و6 أمتار، إلى جانب فيضان نهر العاصي بعد أيام من الزلزال.
ويروي أحد المزارعين المتضررين في بلدة العلاني في ريف سلقين غربي إدلب، أنه خسر موسمه من «الملفوف» بشكل كامل، والذي قدره بـ «5 دنمات»، إثر التغيرات البيئية التي طرأت على المنطقة، والتي انحصرت ضمن احتمالين لا ثالث لهما، وفق قوله، وهما: انخفاض مستوى الأرض المتاخمة لمجرى نهر العاصي لما يزيد على متر واحد، أو ارتفاع منسوب نهر العاصي نتيجة انهيارات مجرى النهر التي ساهمت في رفع نسبته الاعتيادية، الأمر الذي أسفر عن غمر الأرض بالمياه منتصف فضل الشتاء، وتشكيل برك ضخمة بداخلها ساهمت في تعفن البذور.
ويقول مزارع آخر في بلدة الجسر المكسور غربي إدلب إن أرضه باتت غير صالحة للزراعة، كما أنه من الصعب استصلاحها بعد اليوم، وذلك بسبب تحول أرضه مطلع يناير الماضي إلى مجرى لنهر العاصي، إثر تمركزها على زاوية «جنوبية - غربية» لمجرى النهر.