واصلت اسرائيل حربها على قطاع غزة أمس، رغم صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» خلال رمضان، والذي حظي بترحيب دولي واسع فيما أظهر للعلن الخلافات بين حكومة بنيامين نتنياهو وبين حليفتها واشنطن في ادارة هذا الملف.
وقد رحبت قطر ومصر الدولتان الراعيتان لمفاوضات وقف اطلاق النار الى جانب الولايات المتحدة، بالقرار. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المحادثات ما زالت جارية بين الأطراف على مستوى الفرق الفنية بشأن التوصل الى هدنة، لكنه اكد انه «لا جدول زمنيا محددا للمفاوضات لكننا مستمرون مع شركائنا في جهود الوساطة».
وأشار إلى «صعوبات على الأرض تتعلق بالمفاوضات لكن الاجتماعات مستمرة في الدوحة». وتمنى «أن ينعكس قرار مجلس الأمن إيجابا على مفاوضات وقف إطلاق النار».
من جهتها، طالبت مصر بالتنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن «مصر ترحب باعتماد مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان».
واعتبرت القاهرة أن «صدور هذا القرار، ورغم ما يشوبه من عدم توازن نتيجة إطاره الزمني المحدود والالتزامات الواردة به، إلا أنه يمثل خطوة أولى مهمة وضرورية لوقف نزيف الدماء»
وأعرب مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن أمله في أن يؤدي القرار إلى «تحقيق السلام الذي يستحقه الناس في غزة والمنطقة».
ميدانيا، أعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن اسرائيل شنت عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.
وأفادت قناة «الجزيرة» بسقوط 30 قتيلا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة أبو حصيرة في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي غزة، والذي لايزال يخضع لعملية عسكرية اسرائيلية منذ أكثر من اسبوع اضافة الى فرض الجيش حصارا على مستشفيي ناصر والأمل في خان يونس، بزعم وجود قواعد عسكرية لحماس داخلهما.
وأعلن المكتب الإعلامي بغزة «استشهاد 18 فلسطينيا بسبب إنزال المساعدات من الطائرات بشكل خاطئ». وقال ان من بينهم 12 قضوا غرقا أثناء محاولتهم جلب مساعدات ألقتها طائرات عبر مظلات وسقطت في البحرو6 بسبب التدافع في بيت لاهيا.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن شهود عيان بأن غارات جوية عدة استهدفت أماكن قريبة من رفح التي تؤوي اكثر من نصف سكان القطاع والتي تضاعف عدد سكانها خمس مرات منذ اندلعت الحرب وتهدد اسرائيل باجتياحها.
وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، مجددا التأكيد على رفض الولايات المتحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن «كرر دعم الولايات المتحدة لضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، لكنه كرر معارضته لعملية برية واشعة النطاق في رفح».
وأضاف أن الوزير الأميركي «شدد على وجود حلول أخرى غير غزو بري واسع النطاق».
وعقد الاجتماع بين بلينكن وغالانت في مقر وزارة الخارجية في واشنطن بعيد ساعات من إلغاء إسرائيل زيارة كان مقررا أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى واشنطن احتجاجا على عدم استخدامها حق النقض «الفيتو» ضد قرار مجلس الأمن الداعي لوقف لإطلاق النار.
ويطالب القرار الذي تم تبنيه بغالبية 14 صوتا مؤيدا وامتناع الولايات المتحدة، بـ «وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان»، على أن «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم». كما يدعو القرار إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
وفي قطاع غزة، رحب سكان التقت بهم وكالة فرانس برس بقرار مجلس الأمن لكنهم طالبوا واشنطن باستخدام نفوذها على إسرائيل لتنفيذه.
وقال النازح من خان يونس بلال عواد «يجب أن تلتزم إسرائيل بالقوة بالقرار. يكفي.. الحرب مضى عليها ستة أشهر وإسرائيل تقتل الأبرياء، أطفالا ونساء، بدون إنذار وهذا أمام (أنظار) أميركا».
من جهتها، رحبت حماس بقرار مجلس الأمن واتهمت إسرائيل بـ «إفشال» الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق يرسي هدنة موقتة ويتيح إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، مؤكدة تمسكها بالرؤية التي قدمتها في 14 مارس.
وفي هذا الإطار، توجه رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى طهران، على ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية
وذكرت وكالة إرنا أن ذلك، لإجراء «محادثات مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان» ولقاء مسؤولين إيرانيين آخرين.