سماح جمال
مسلسل «الخن: صراع الحب والسلطة» تأليف: بدر الجزاف، محمد العنزي، وإخراج: حسين دشتي، بطولة: محمد المنصور (صالح)، أسمهان توفيق (سارة)، حسين المنصور (جاسم)، خالد البريكي (مساعد)، سماح (سبيكة)، جمال الردهان (رسلان)، مرام (عائشة)، جمعان الرويعي (سلطان)، فيصل الدوخي (كومبا)، رانيا شهاب (طيبة)، إبراهيم البيراوي (سعيد)، أحمد اياد (ماجد)، وعلي بولند (مهاجى).
مسلسل «الخن» تدور أحداثه، كما أوضح صناعه في عنوانه الفرعي، حول صراع الحب والسيطرة، حيث نرى الأحداث في فترة الأربعينيات تنقسم بين الكويت قديما وزنجبار وكيف كانت عوالم التجارة وكواليسها وما كان يحدث فيها، فنرى التطورات تتمحور بشكل أساسي حول صالح التاجر الكويتي الذي يذهب في محمله البحري إلى زنجبار لجلب البضاعة من تاجر أرسلان وكيف أن الصدفة تلعب في حياته مع قتل أولاده سلطان وماجد لأبنه خليفة في البحر، وقيام مساعده مساعد بوضع ابنته نازك في السفينة العائدة إلى الكويت مع صالح ويقنعهم بأنها فتاة يتيمة ولا يوجد لها أهل وعليهم مساعدتها فيقرر صالح أن يأخذ هذه الفتاة ويربيها.
وبانتقال الأحداث إلى الكويت نرى حياة صالح مع زوجته عائشة التي لم تنجب له وأخته سارة وأخوه جاسم مع زوجاته طيبة وسبيكة، ومع تسارع الأحداث في الزمن نشاهد الأولاد وقد كبروا ونرى حالة الحزن التي تسيطر على نازك التي يتحول اسمها إلى بزة وكيف أنها لا تتذكر أبوها وحياتها في زنجبار وتشعر بالحزن أنها لا تعلم من هم أهلها، ونرى الصراع المشتد بين أولاد جاسم سعد وعبدالعزيز ومعاناة أخوهم خليل الذي يعاني من خلل عقلي.
كما تتقاطع الأحداث مع رسلان الذي تختلف حياته بعد اختفاء ابنته نازك وحريق مصنعه في ذلك الوقت مع تحالفه مع كومبا الذي يعمل عنده والذي كان هو السبب في حرق مخازنه ولكنه لا يعلم بذلك حيث وضع ثقته فيه.
مع مرور أكثر من نصف الحلقات ينشب صراع بين جاسم وصالح على الأموال وعقبها يسافر صالح بحرا إلى زنجبار لجلب بضاعة بينما يذهب جاسم بالبر إلى العراق لجلب بضاعة ولكن سفينة صالح تتعرض للغرق ويقال انه مات بينما يعود جاسم من العراق مع زوجته الثالثة، ونرى ان جاسم لا يعمل بوصيته اخوه التي تركها ويأخذ كل الأموال لنفسه ولا يكترث حتى لما ذكره اخوه في الوصية بأن له ولد من زوجه له في البحرين تزوجها في السر، وفي حين أن جاسم وأهله يعتقدون بموت صالح يكون الأخير في البحرين يأخذ عزاء زوجته التي ماتت ويقرر أن يعود إلى الكويت مع ابنه سلمان، ونرى ان الوحيد الذي يعرف بوصية صالح هو عبدالعزيز الذي وجدها أثناء محاولته لسرقة أمه ويكتشف أيضا من خلال الوصية أن بزة هي ابنة التاجر المعروف رسلان.
حبكة المسلسل مليئة بالأحداث والخطوط الدرامية المتشابكة ويغلب عليها طابع التشويق والغموض، وجاء أداء الشخصيات للأدوار مناسبا ومقنعا، وكذلك جاء الإخراج متماشيا مع طبيعة القصة والزمن الذي تدور فيه، ولا يعيبه سوى بعض لقطات الغرافيكس التي لم تكن بالجودة المطلوبة، خاصة التي ظهرت في الحلقة الأولى.
اختيار الشخصيات أتى موفقا وخاصة مع القدير محمد المنصور الذي بات في السنوات الأخير يتوجه أكثر نحو الأعمال التراثية والتاريخية، وكذلك تواجد القدير جمال الردهان الذي اجاد بالانتقال بانفعالات الخصية بين الخير والشر وخاصة بعد اختفاء ابنته نازك والفنان جمعان الرويعي لعب شخصية الشرير الماكر باحتراف وبساطة ليوصل لنا خبايا هذه الشخصية غير السوية التي يقدمها في أحداث العمل.