بيروت:
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع تقويم الكنيسة الغربية، «أن المجلس النيابي، برئيسه وأعضائه، يحرم عمدا ومن دون مبرر قانوني دولة لبنان من رئيس، مخالفا بذلك الدستور في المقدمة التي تعلن أن لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية وبالنتيجة مؤسسات الدولة مفككة».
وسأل الراعي: «أين الميثاق وأين العنصر المسيحي الحقيقي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني؟». وشدد «على أنه يجب ألا يتحول جنوبنا من أرض وشعب، إلى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين وفي قواميس حروب الآخرين».
وأكد أن «جنوب لبنان بل كل لبنان هو لكل اللبنانيين الذين يقررون معاً مستقبل وطنهم وسلامه وأمنه، ومتى ومن أجل من يحارب».
ودعا اللبنانيين «إلى كلمة سواء تعلن وقف الحرب فورا ومن دون إبطاء، والالتزام بالقرارات الدولية وتحييد الجنوب عن آلامه من آلة القتل الإسرائيلية وإعلاء مفاهيم السلام والقيامة».
وقال: «الجنوب هو قلب لبنان وهو في أقصى المعاناة وأصعبها ونحيي الجنوبيين الصامدين في بلداتهم وقراهم تحت القصف وكل من فقد أحباءه ودمرت بيوتهم».
ولفت الراعي إلى أنه منذ ثلاثة أعوام، «نرى توقفا شبه تام لخدمات الضمان الاجتماعي في الطبابة والاستشفاء في ظل انهيار العملة (الوطنية)، كما نرى تأخرا في دفع مستحقات مضمونين في مناطق معينة دون أخرى»، معتبرا أن هذا الأمر غير مقبول ويصل إلى ثلاثة وأربعة أعوام إلى الوراء.
وتابع: «نتساءل أيضا عن الفائدة والغاية من استمرار إقفال بعض دوائر الدولة، وعدم تعاملها مع هذا الملف بوضوح وتجرد، فنطالب المعنيين بإنصاف الموظفين والنظر إليهم بعين الرحمة».
وتناول الراعي القطاع التربوي فقال: «القطاع التربوي يعاني جراء الأزمة الاقتصادية. ونشهد كل يوم هجرة مقلقة للأساتذة من ذوي الكفاءة والخبرة إلى الخارج وإلى مهن أخرى، وهذا أمر خطير ينعكس سلبا على جودة التعليم في مدارسنا».
وأشار إلى أننا «نشهد كل يوم هجرة مقلقة للأساتذة»، معتبرا أن هذا أمرا خطيرا ينعكس سلبا على جودة التعليم، وهذا يوجب على الدولة الإسراع قبل فوات الأوان بإقرار قوانين جديدة.
واعتبر «أن أرض لبنان هي للبنانيين، وأرض سورية للسوريين. ويكلمنا المجتمع الأوروبي وسواه عن الدمج، فيما هو يقفل حدوده في وجههم»، وسأل: «أي عنصر إيجابي للدمج؟».
وكرر الراعي «أننا نريد لبلدنا الحياد الإيجابي الناشط أو التحييد الفاعل، وهو من جوهر هويته وليس اختراعا بل تجربة عشناها».