التوسع في المباحات والإكثار من المآكل والمشارب، حيث ينبغي للمعتكف أن يحرص على التقليل من الطعام والشراب ما أمكن، وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس، وتطرد الكسل والخمول، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة.
ومن الأخطاء التي تقع في هذا الموطن جعل الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر والتطلع الى ثناء الناس ومدحهم، كقول بعضهم «اعتكفنا في الحرم، أو المسجد الفلاني»، أو ما أشبه ذلك طلبا للمدح والإعجاب، والواجب على العبد أن يخفي عمله، ويخلص قلبه لله في كل ما يقدم عليه من عمل، ومن ثم يرجو القبول من الله، فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وقد قال الله تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون»، فمن نوى الاعتكاف لله، فالأمل من الله أن يقبل منه ذلك، ومن اعتكف طلبا لثناء الناس، فعمله لمن اعتكف لأجلهم، ومما يعين العبد في هذا الشأن اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحدا، ولا يعرفه فيه أحد، ويفضل لمن عقد العزم على الاعتكاف ألا يعلم أحدا بما هو عازم عليه، حتى يكون عمله أقرب الى الإخلاص، وأرجى للقبول.