أدلى نحو 61 مليونا من الاتراك الذين يحق لهم الاقتراع بأصواتهم أمس لاختيار رؤساء بلدياتهم في انتخابات شهدت منافية حادة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وبين المعارضة.
وتركزت الأنظار خصوصا على اسطنبول عاصمة البلاد الاقتصادية، حيث خاض مرشح حزب العدالة مراد كوروم، وهو وزير سابق منافسة شرسة ضد رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وقد أدلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقرينته امينة بصوتيهما في منطقة اسكودار باسطنبول. وقال عقب التصويت إن «عمليتي الانتخاب المتتاليتين اتعبتنا وأتعبت شعبنا» في اشارة على ما يبدو إلى الانتخابات الرئاسية التي فاز بها قبل اشهر، لكنه اعتبر ان الانتخابات ستكون مفيدة في بداية حقبة جديدة ومفيدة لبداية القرن الجديد من عمر الجمهورية، بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام تركية.
بدوره، تمنى رئيس بلدية اسطنبول المنتهية ولايته امام أوغلو، أن تسير الانتخابات بسلاسة وأن «تستيقظ اسطنبول على صباح ربيعي جميل» اليوم.
اما مرشح العدالة والتنمية كوروم، فطلب من «جميع مواطنينا ان يذهبوا للتصويت وأن يحموا صناديق الاقتراع» آملا أن يكون لديه «احتفال مبكر بالعيد» في اشارة إلى عيد الفطر واحتمال فوزه.
ويرى مراقبون أنه في حال إعادة انتخاب أكرم إمام أوغلو، فإن ذلك سيكسبه نقاطا في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.
وقبل يوم من الانتخابات، عقد أردوغان ثلاثة تجمعات انتخابية في إسطنبول، التي يصفها بأنها «الجوهرة، الكنز، قرة عين أمتنا» والتي كان رئيس بلديتها في التسعينيات قبل أن يصبح رئيسا لتركيا.
وخلافا للانتخابات البلدية التي أجريت عام 2019، فإن المعارضة هذه المرة مشتتة. ولم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، من الحصول على دعم الأحزاب الأخرى، سواء في إسطنبول لصالح إمام أوغلو أو في أي مدينة أخرى في تركيا. أما حزب الشعوب الديموقراطي «ديم» الموالي للأكراد فخاض الانتخابات البلدية بمفرده مجازفا بالخسارة أمام الحزب الحاكم الذي كان امام تحد جديد شكله حزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد) الإسلامي.
وشهدت الانتخابات عدة اشكالات واشتباكات خلف أحد وقع في دياربكر في جنوب شرق تركيا قتيلا على الأقل و12 جريحا وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وأوضح مسؤول لوكالة فرانس برس «اندلعت اشتباكات بين مجموعتين خلال الانتخابات»، مشيرا إلى أن هذه الحوادث وقعت في قرية تبعد 30 كيلومترا عن عاصمة المقاطعة.