بأنامل مصبوغة بالحناء، تجدل الإماراتية مريم الكلباني خيوطا مختلفة لتصنع تصميما فريدا تزين به الملابس، أمام عيون شابة ترغب في تعلم حرفة «التلّي» التقليدية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
و«التلّي» حرفة نسيج يدوي قديمة تمارسها الإماراتيات لإنتاج أشرطة مجدلة ملونة ولامعة، تتم حياكتها على ياقات الأثواب التقليدية وأطراف الأكمام والسراويل النسائية. ومع مرور الزمن باتت تطرز على منتجات أخرى مثل الحقائب.
وتقول مريم التي تدرب تلميذات وطالبات منذ 15 سنة لوكالة «فرانس برس» إن «الهدف من ذلك إحياء التراث للجيل المقبل»، معتبرة «أنها حرفة أجدادنا وأهلنا، فإذا لم نبادر ونعرفهن (الشابات) عليها ستندثر».
في أحد أكشاك «مهرجان الحرف والصناعات التقليدية» في منطقة العين في إمارة أبوظبي، تراقب طالبة المحاسبة ريم الكتبي (23 عاما) يدي الحرفية السبعينية وهي تنسج على مخدة مدورة تسمى «موسدة» مثبتة أمامها على حامل معدني، خيوطا، أحدها فضي اللون.
وتحاول ريم أن تحفظ الخطوات التي تعددها المدربة لتعيدها بدورها وتؤكد أنها بدأت تتعلم العام الماضي لتصنع تصاميم لنفسها، لكنها تتوقف في فترة الدراسة.
قد يصل عدد الخيوط المستخدمة إلى خمسين. أما أبسط التصاميم فتصنع من ستة خيوط وقد يستغرق إنتاج متر واحد فقط منه، ثلاث ساعات.