نفّذت إسرائيل ثالث هجوم لها على مواقع في سورية خلال أسبوع بعد الغارات التي أوقعت العشرات بمصانع الدفاع ومخازن أسلحة في السفيرة بريف حلب فجر الجمعة الماضي، سبقه بيوم استهداف لمنطقة السيدة زينب بريف دمشق.
ونقلت وزارة الدفاع السورية عن مصدر عسكري قوله في وقت متأخر من مساء أمس الأول «شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عددا من النقاط في محيط دمشق وأسفر العدوان عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه «استهدف ما لا يقل عن 4 صواريخ إسرائيلية، منطقة البحوث العلمية في جمرايا بدمشق، مما أدى الى اندلاع النيران في الموقع»، وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها هذا الموقع.
ونقل موقع تلفزيون «سوريا» عن مصادر محلية، «أن القصف الإسرائيلي استهدف مركز البحوث العلمية في بلدة جمرايا غربي دمشق»، مشيرة إلى أن أهالي المناطق المحيطة بالبلدة وبعض أحياء العاصمة أكدوا انتشار روائح مزعجة عقب قصف مركز البحوث.
وأضافت المصادر أن القصف استهدف أيضا مواقع في منطقة الديماس على القرب من أوتوستراد دمشق- بيروت، بالإضافة إلى أحد المنازل الواقعة في ضاحية قدسيا، غربي العاصمة.
وتأتي الضربات الجديدة بعدما أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية الجمعة عن مقتل 52 شخصا في حلب، من بينهم 38 عسكريا وسبعة أعضاء في حزب الله اللبناني.
وأكد المرصد أن هذه أعلى حصيلة قتلى في صفوف الجيش السوري جراء ضربات إسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
وفي تطور غير مسبوق قصفت اسرائيل موقعا ديبلوماسيا وليس عسكريا، يضم القنصلية الايرانية في حي المزة الراقي بدمشق. وأسفر القصف عن تدمير مبنى ملحق بالقنصلية وعن سقوط 8 اشخاص على الاقل بين 3 من الحرس الثوري الايراني.
وقالت وسائل اعلام ايرانية ان من بين القتلى القيادي الكبير في فيلق القدس التابع للحرس محمد رضا زاهدي.
ولاحقا أعلن الحرس الثوري مقتل 7 من عناصره بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قائد فيلق القدس في سورية ولبنان من بين ثمانية أشخاص قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الايرانية في دمشق.
وأفاد المرصد بأنه تأكد «من مقتل قيادي رفيع المستوى شغل منصب قائد قوة القدس في سورية ولبنان ومستشارين إيرانيين و5 من الحرس الثوري الإيراني، في حصيلة أولية، للضربات الإسرائيلية على مبنى تابع للسفارة الإيرانية بالمزة بالعاصمة دمشق».
من جانبها، افادت وزارة الدفاع السورية بأن الضربة الاسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الايرانية أدت إلى تدمير المبنى بالكامل، واسفرت عن مقتل وإصابة جميع الموجودين داخله.
وقالت الوزارة في بيان «شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها. وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله ويجري العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض».
بدوره، ندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الاسرائيلية، وقال المقداد في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية سانا «ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء»، مضيفا أن «كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية».
وأفادت وكالة فرانس برس بأن المقداد تفقد مكان القصف.
وزار المقداد مع وفد من وزارة الخارجية مقر السفارة الإيرانية للاطمئنان على سلامة العاملين فيها.
وأجرى المقداد خلال الزيارة اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عبر فيه عن إدانة سورية القوية لهذا العدوان الفاشي الذي تعرض له المبنى الديبلوماسي، وعن وقوف الجمهورية العربية السورية إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبر عن حالة الهستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني جراء فشله الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا أن الهمجية الإسرائيلية باتت لا تميز حتى الأعيان المدنية أو الديبلوماسية المحمية بموجب القانون الدولي.
من جانبه، عبر الوزير عبداللهيان عن شكره وتقديره للوزير المقداد على مبادرته السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية بدمشق والتي تمثل رسالة دعم قوية وتؤكد مرة أخرى وقوف سورية وإيران معا في وجه الهمجية الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود.
بدوره، أعلن السفير الإيراني في سورية حسين أكبري في تصريحات للصحافيين سقوط خمسة قتلى في الهجوم الإسرائيلي، وتوعد بردٍّ قاسٍ على الهجوم.
وأكد أكبري أن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد.
وشدد أكبري على استمرار وقوف إيران إلى جانب الشعوب المقاومة، وعدم خشيتها من جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب، مشيرا إلى أن هناك مسؤولية على المؤسسات والمنظمات الدولية لوقف الجرائم الصهيونية التي تنتهك القانون الدولي.