ياسر العيلة
إذا طلب منك يوما ما أن تصف نجوم المسلسل الكوميدي التراثي «مرضي ودحام» بثلاث كلمات، بالتأكيد ستكون إجابتك «مضحكين، مرحين، ساخرين» لانهم نجحوا في رسم البسمة على وجوه المشاهدين، بل وإضحاكهم في الكثير من المواقف بأدائهم العفوي والقريب من القلب، وساعدهم على ذلك ان فكرة العمل الجيدة تحتمل اختلاق مواقف مضحكة وإسقاطات كثيرة، قدمها النجوم بسلاسة وخفة ظل، خاصة مع وجود كيمياء واضحة بين الابطال، وبالرغم أن العمل تراثي الا انه «فانتازي» يناقش الأوضاع الحالية، لكن بطريقة فيها الكثير من التجريب والتغريب، مثل زحام المرور وغلاء الأسعار وغيرهما، وهو ما قدم في ظل إخراج ممتع بصريا من قبل عبدالله العراك احد اهم المخرجين في الخليج والعالم العربي في الاعمال الكوميدية، كونه يتمتع على المستوى الشخصي بحس كوميدي عال، وهو ما انعكس بشكل إيجابي في اعماله، فالعراك مخرج تجاوز حدود الإجادة إلى الإتقان الحرفي الشديد، فهو يسيطر سيطرة كاملة على كل المفردات الفنية بالعمل، ويمتلك اتساعا وشمولا في الرؤية الفنية والموضوعية، واستطاع هو والمنتج مالك صباح، الخروج بهذا المسلسل من إطار الشكل التقليدي التراثي للأعمال الكوميدية من خلال بناء ديكور مميز يناسب احداث العمل، وبالرغم من انه حقبوي الا اننا شاهدنا فيه لمسات فنية كونه غير مقيد بزمن ما، وتميز لوكيشن التصوير بألوان «حلوة» وأزياء مميزة في طريقة تصميمها، ويحسب لشركة «فلاسيو» المنتجة تقديم معادلة حلوة في مسلسل تراثي لحقبة زمنية قديمة بشخصيات جديدة كونه «فنتازي».
أحداث العمل
تدور احداث العمل حول مرضي (عبدالناصر درويش) واخته مرضية (إيمان فيصل) المتزوجة من دحام (أحمد العونان)، وهم عائلة من ضمن عائلات «فريج» كله مجانين وخارجون عن السيطرة، و«مرضي» و«دحام» بخلاف انهما نسايب فهما صديقان منذ الطفولة، ولان العمل حلقاته متصلة منفصلة، يشهد كل يوم حدثا وقضية جديدة من قبل «مرضي» و«دحام»، فهما نصابان ويلعبان بالبيضة والحجر، بالإضافة إلى وجود اسرة أخرى في ««الفريج» وهي بيت بوماضي (سلطان الفرج) وابنته ظلايم (غدير حسن) وزوجها فرج (أحمد النجار) وشاركهم في الاحداث عدد من النجوم مثل الفنان الإماراتي بلال عبدالله وفاطمة الطباخ واحمد التمار وعلي المهيني ومنال الجارالله.
الثنائي الكوميدي
وعن أداء الممثلين أبدع الثنائي الكوميدي عبدالناصر درويش وأحمد العونان اللذان كانا بمثابة «أيقونة الضحك» في شهر رمضان من خلال ادائهما العفوي والارتجالي أحيانا، وأضحكونا كثيرا في كل حلقة من خلال كوميديا الموقف، التي تعد أرقى أنواع الكوميديا على الإطلاق، وكان بينهما حالة من التناغم الجميل نظرا لانهما قدما معا من قبل الكثير من الاعمال الكوميدية الناجحة، فدرويش في كل عمل يقدمه يثبت انه ملك الكوميديا واستاذ الضحك، اما العونان فيؤكد انه فنان له نكهته الخاصة في الارتجال وصاحب الخلطة السرية في أي عمل، حيث بنى لنفسه مملكة مختلفة عن أبناء جيله ليصبح صاحب مدرسة الارتجال من دون منازع.
وقدم سلطان الفرج دور «بوماضي» أبو التاريخ، الذي يعرف كل اسرار «الفريج» عنده بشكل مميز، فهو شخصية معمرة، وإذا حدثت مشكلة ما لابد ان يرجع اهل «الفريج» له لانه مرجعهم، حيث امتعنا بأدائه المميز وافيهاته التلقائية التي يطلقها بين كل لحظة وأخرى خلال الاحداث والتي جعلته متفردا في المسلسل.
اما ايمان فيصل فكل يوم تثبت انها قادرة على ان تكون من اهم نجمات الكوميديا في الكويت والخليج، لاسيما انها تمتلك طاقة جميلة، وجسدت شخصية «مرضية» بشكل عفوي وتلقائي وبخفة دم شديدة، ونافست بودرويش والعونان بقوة الأداء في المشاهد التي جمعتهم معا، كما اجاد النجم الشاب أحمد النجار في اول تجربة كوميدية له، ولم يهب الموقف، وقدم دور «مغازلجي الفريج» الذي لا يترك أي بنت في حالها بشكل جميل.
انطلاقة قوية
فيما تفوقت الفنانة الشابة غدير حسن في دور «ظلايم» بنت «ابو ماضي»، و«ظلايم» فتاة «نسرة» دائما «تتهاوش» مع الجميع، لكن في الوقت نفسه طيبة وساذجة، ويعتبر مسلسل «مرضي ودحام» اول بطولة لغدير التي أتوقع لها انطلاقة قوية نحو النجومية الفترة المقبلة.
وأجاد الفنانون بلال عبدالله وفاطمة الطباخ واحمد التمار وعلي المهيني ومنال الجارالله في تقديم ادوارهم بشكل جميل وامتعتني منال الجارالله في تجسيد شخصية «فاشينستا الفريج».
في النهاية وسط طوفان كوميديا الاستظراف والتهريج الرمضانية يستحق مسلسل «مرضي ودحام» الثناء والاحترام، ويكسب الرهان في اعمال رمضان.