من الشائع أن يقوم الناس من مختلف شرائح المجتمع بزيارة بعضهم البعض خلال شهر رمضان المبارك، خاصة خلال الساعات العائلية الرسمية المعروفة تقليديا باسم «ساعات الديوان»، وعلى الرغم من أنها تفاعل بين الزيارات الرسمية والعادات الاجتماعية، إلا أن الديوان ونظيرته «الديوانية» الأكثر تكرارا، والتي كان يهيمن الرجال عليها تقليديا.
لقد لفتت أهمية التواصل من خلال هذه الجلسات انتباه العديد من أصحاب المصلحة تدريجيا على مر السنين، لاسيما الديبلوماسيون والمرشحون للمناصب البرلمانية.
إذ ظهرت صور هؤلاء الزوار الفخريون على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية، خاصة في شهر رمضان، مما أدى إلى مزيد من التوثيق والإشارة إلى أهمية حضورهم، لكنه أدى أيضا إلى تغيير مشهد هذه العادات الاجتماعية.
إن الذي كان في السابق «جلسة» يهيمن عليها الرجال بشكل صارم، قد أصبح مفتوحا بشكل متزايد أمام الزائرات خلال السنوات القليلة الماضية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى حقيقة أن النساء كن يتسللن ويشققن طريقهن في مختلف المجالات.
أولا، لوحظت زيادة في عدد الديبلوماسيات من الكيانات الدولية، بما في ذلك القوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وكندا والأمم المتحدة على سبيل المثال لا الحصر.
بالإضافة إلى ذلك، كانت النساء أيضا أكثر نشاطا في المشهد الديبلوماسي، حيث ناضلن من أجل الحصول على مكان في البرلمان الوطني. وبالتالي، فلا عجب أن تنتشر صور الديوان المختلط، مع تغير الزمن وإجبارنا على اعتناق التنوع.
من المؤكد أن هذه خطوة مرحب بها إلى الأمام نحو إجراءات مستدامة مثل التنوع بين الجنسين والمساواة، حيث إن التواصل من خلال هذه الأحداث غالبا ما يكون بمثابة بوابة مهمة للتعاون والتأثير على صناع القرار وأسرهم.
مع ذلك، فهو بمنزلة تذكير أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، وبينما تتسلل النساء ببطء إلى هذا الملعب، وهو أمر تم تجنبه في السابق، فإنهن يقمن بذلك برشاقة واحترام.
بالتالي، يبدو من المعقول أن نساء العائلات اللاتي يفتحن ديوانهن الرسمي أمام الزوار يمكن الاستفادة من الدعوة، على الأقل خلال فترة زمنية محددة، إلى هذه التجمعات خاصة عندما يكون من المتوقع وجود زائرات من النساء، وهذا سيضمن أن تكون نساء هذه العائلات أيضا جزءا من الشكليات، معترفا بإنجازاتهن وتأثيرهن الاجتماعي، وأن يحصلن على فرصة للاختلاط والالتقاء بالزائرات.
كما أن ذلك من شأنه أن يقدم الفائدة للزائرات اللاتي قد يشعرن بالحرج عند دخول تجمع خاص بالرجال، وسيساعدهن على إيصال وجهة نظرهن إلى نظيراتهن الأخريات، حيث تخدم الإناث الكويتيات أكثر من نصف المجتمع.
إنها أيضا طريقة رائعة لأجيال من النساء لمناقشة الأفكار والتواصل مع كبار السن، كما يفعل الرجال غالبا في هذه الأماكن.
dr_randa_db@