من المخالفات المتعلقة بالصيام ما يفعله بعض المؤذنين من أذان الفجر قبل الوقت بمدة بزعم أن ذلك احتياطا للعبادة، وبئس ما فعلوا، فإنهم لم يكونوا أهلا للنعت الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم للمؤذنين بقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤذن مؤتمن».
قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى: «من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت، زعموا فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير وكثر فيهم الشر والله المستعان. ومما يترتب على تقديم الأذان في وقته فضلا عن كونه مخالفة للسنة، أن المسلم يمتنع من المفطرات التي أحلها الله له وكذلك أيضا إيقاع السنة القبلية قبل وقتها.