قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول إن صناع السياسة النقدية سينتظرون علامات أوضح على تراجع معدلات التضخم إلى المستويات المستهدفة البالغة 2% قبل القيام بخفض أسعار الفائدة، مضيفا أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء بخفض الأسعار في وقت ما هذا العام، وفقا لخطابه الذي ألقاه في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا.
وكان باول وغيره من المسؤولين في «الفيدرالي» قد أكدوا في وقت سابق، أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة، وأن قراراتهم ستعتمد على البيانات الواردة، فيما تشير التوقعات حاليا إلى 3 تخفيضات في 2024 اعتبارا من يونيو المقبل.
ويواصل بذلك مسؤولو الاحتياطي الاتحادي، ومن بينهم رئيس البنك جيروم باول، التركيز على الحاجة إلى مزيد من النقاشات والبيانات قبل خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة تتوقع الأسواق المالية حدوثها في يونيو، ومن المقرر صدور تقرير الوظائف في الولايات المتحدة لشهر مارس في وقت متأخر من يوم الجمعة، مع صدور بيانات جديدة للتضخم الأسبوع المقبل.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد صوت في اجتماعه الأخير في 20 مارس 2024 لصالح إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 23 عاما، وذلك في اجتماعه الخامس على التوالي، مشيرا إلى أنه لايزال يتوقع إجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
وقال البنك المركزي إن قراره الإبقاء على سعر الإقراض الرئيسي بين 5.25 و5.50% يسمح لصانعي السياسات بـ «تقييم البيانات الواردة والتوقعات المتطورة وتوازن المخاطر بعناية»، وتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من خفض التضخم بشكل حاد من أعلى مستوياته منذ عدة عقود في 2022 نحو هدفه البعيد المدى البالغ 2%.
لكن الولايات المتحدة سجلت ارتفاعا طفيفا في وتيرة التضخم منذ بداية العام، ما أثار مخاوف جديدة من وجوب إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من أجل السيطرة على الأسعار، كما حدث واضعو السياسات الأربعاء توقعاتهم الاقتصادية ورفعوا بشكل حاد توقعات النمو في الولايات المتحدة لهذا العام من 1.4% في ديسمبر إلى 2.1%.
وترك مجلس البنك توقعات التضخم الرئيسي من دون تغيير، لكنه رفع قليلا توقعات التضخم السنوي «الأساسي» باستثناء أسعار الطاقة والغذاء، إلى 2.6%، كما ترك أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد أسعار الفائدة التوقعات المتوسطة لأسعار الفائدة في نهاية عام 2024 عند نقطة المنتصف بين 4.50 و4.75%.